الرئيسيةالراي

رأي- انقلاب ستيفاني والجزرة المزعومة

*كتب/ أبوبكر البغدادي،

ما يحدث في ليبيا هذه الأيام يشبه إلى حد كبير ما كان يحدث قبيل 2011، طغمة فاسدة تتحكم في كل شيء، وشعب لا يملك من أمره شيئا،، وقانون يطبق على الضعفاء، ويغض الطرف عن رموز الفساد والمجرمين والقتلة..

الطغمة المتحكمة انقسمت على نفسها بما يشبه المعسكرين، لكنهما حليفان حين يحسان أنهما قد يفقدان وضعهما معا، يحاولان بشتى السبل استرضاء الخارج مهما قدما من تنازلات، ولا يلتفتان ولو بنصف نظرة إلى الشعب المكلوم الذي غرق في دوامة الأزمات التي تمس معاشه اليومي، والقلة التي لازالت تظن أنها تناضل، استدرجت لفخ الشعاراتية، والوثنية اللفظية.

تحكمت الطغمة في الإعلام تماما، فلا يسمع إلا صوتها، ولا ترى إلا صورتها، حتى مواقع التواصل وظفتها طبلا ومزمارا، يملأ الأفق ضجيجا، لئلا يسمع صوت العقل لو بقي هنالك من عاقل!

تحكمت أيضا بالسلاح، وصار لها كتائبها المسلحة، التي تدين لها بالولاء المطلق، مع حاشية تسوق لها، وتتلون على هواها، مؤهلها الولاء دون العناء في البحث عن أي مؤهلات أخرى.

فهل كانت 17 فبراير مجرد استراحة محارب للاستبداد؟ أو كانت -كما قيل- فوضى بين استبدادين؟

الشارع الذي عطبت تروسه من الاستهلاك التجاري السيء، يبدو اليوم كما بدا قبيل عشر سنوات، لا أمل في ثورانه، كأنما حقن بمخدر مدعوم، لا يستفيق منه إلا بعد أن يتحقق انقلاب ستيفاني!

ستيفاني وبعثتها تضعنا أمام خيارين: إما استمرار الفوضى، أو العودة للاستبداد، لكنها يقينا تخشى من الخيار الثالث الذي لن تطرحه، وهو العودة للشعب، لذلك تعلق له جزرة الانتخابات في نهاية العام، فهي تعلم أنها لن تكون حاضرة في الموعد المزعوم، وبالتالي فلن يتذكرها أحد ليوبخها في مراسم دفن الجزرة!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى