الراي

ليبيا تصرف على المفاجأة الكبرى من بعيد؟

 

* كتب/ محمود ابو زنداح

asd841984@gmail.com

 

 خرج رئيس حزب التطرّف والإرهاب اليهودي بصفته رئيس وزراء بني صهيون بتصريحات إعلامية تفيد بعلاقاته القوية مع بعض الدول العربية والإسلامية، في ترويج صريح لدعاية انتخابية في حالة تَطور الأمر إلى انتخابات مبكرة تشهدها دولة العنصرية.

ولكن ما يلفت الانتباه هو الإصرار من قبل العدو في عرض المساعدة على دولة تشاد لتأمين حدودها مع ليبيا!

 

الجميع يعلم أن المتنازعين والمقاتلين والمتمردين يأتون مِن تشاد إلى ليبيا، والخطر الحقيقي في تشاد، أيضا دارفور بالسودان بها توتر عال وحالة من الانفصال بين جماعات كبيرة حاكمة ومتحكمة في كل شيء على الحدود بين تشاد والسودان!.. فلماذا العدو الصهيوني يريد الوقوف على الشريط الجنوبي للدولة الليبية بحجة المساعدة؟!

صرفت الدولة الليبية العديد من الإمكانيات حتى تجعل من أنجامينا عاصمة جميلة وقوية حتى يأتي رئيس دولة العدو ويقيم مؤتمرا صحيفاً بأحد الفنادق الليبية التي كانت دولة الفاتح تعقد فيها المناسبات الكبرى، ولا يوجد أكبر وأفضل مِن مفاجآت ديبي ومناسباته، وهذا الأمر ينطبق على كامل القارة الإفريقية فإنها تذهب لمن يدفع لها، القذافي قد مات والاتحاد الأفريقي للقارة والأموال لا تعطى للحكومات السارقة القاتلة.. هذا هو حال اللسان الأفريقي الذي يرى ليبيا منجماً ويتم الأخذ منه فقط.

تُلِّح اسرائيل بأن تكون عضوا مراقبا في الاتحاد الأفريقي، ولا يوجد اعتراض أو امتعاض من أغلب القادة من هذا الاتجاه، بل إن الكثيرين من قادة القارة يرون في إسرائيل مركزا للمساعدة في وقف التمرد وحالات القتل وتثبيت الحكم لكثير من الرؤساء.

حتى الدول العربية في الشطر الأفريقي لا يوجد من يعلن صراحةً أنه ضد دخول إسرائيل الاتحاد الأفريقي، إلا ليبيا صاحبة الفضل والعطاء للاتحاد أو الجزائر الدولة الكبيرة جغرافياً ..فلا ينفع صوتان ضد الوجود الإسرائيلي في قارة بأكملها، والذي يكسب الرهان هو العدو الصهيوني،  وبدون دفع أموال ليبية وعليها صورة القذافي (خمسين دينارا) للقادة الأفارقة.

فخطط بني صهيون أكبر مِن دفع أموال لبعض المرتزقة الذين يبيعون أنفسهم عند أول اختبار، وهذا ما تفعله إسرائيل وتعلمته فعلاً من تجارب القذافي، وأخذت تطبقه بشكل مغاير. فقد كان القذافي ينادي بالماء والبحيرات، ونجحت إسرائيل في إنشاء سد النهضة والتحكم في عائدات الكهرباء التي ينتجها السد وهي تكفي القارة الأفريقية بالكامل، وعلى دول القارة الشراء من شركات إسرائيلية، وأشار القذافي فيما سبق لوجود الذهب والألماس في أفريقيا، فكانت الشركات الإسرائيلية هي المسيطرة على أغلب الشركات والمناجم في أفريقيا (وأفضل الماس الذي يباع في مزاد علني مصدره أفريقي).

الشركات الإسرائيلية منتشرة في القارة الإفريقية تحت أعين المخابرات الإسرائيلية، وغير مرتبطة بأداة الحكم الموجودة في دولة الكيان، فأي حاكم يأتي على رأس الكيان الصهيوني وظيفته أن يدعم المشروع الصهيوني بشكل أكبر في القارة الافريقية، وأيضا الاستفادة من أيادي الخبرة والعملاء السابقين لديهم من (فلسطين ولبنان)  في الحفاظ على حياتهم وتهريبهم الى عمق القارة الافريقية وتشغيلهم في جلب المصالح أكثر للجانب الإسرائيلي الذي نجح أكثر في الاطلاع وأخذ كثير من خامات وأرصدة الدول العربية العاملة في أفريقيا، ومنها الدولة الليبية التي تجد أغلب العاملين في البعثات الدبلوماسية وشركات الاستثمارات الليبية في أفريقيا هم مِن الجنسية اللبنانية والفلسطينية وبعض من الجاليات الأخرى.

المشاكل الكبيرة التي تحيط بالعالم العربي تجعل منه قريبا من السقوط والانهيار، ولَم يبق له إلا هذا الفضاء الشاسع والموعود بالخيرات والنماء والعطاء الوفير، الذي لم يستغله العرب أفضل استغلال، وجعلت دول مثل الصين وروسيا وإسرائيل وهي دول ليست لها عداوة مع بعضها البعض بل يكتمل عقد الصفقات فيما بينها مِن الأجواء السورية حتى الأجواء الإفريقية، بالقسمة على خيرات ونفوذ العرب جائزة عند أعداء حقوق الانسان، ويكتفي العرب بالمشاهدة أو مقاطعة قمة الاتحاد الإفريقي في أول انعقاد له خلال عام من الآن على أبعد تقدير تكون إسرائيل عضوا فعالا ومراقبا فيه!!

وصرفي يا ليبيا من بعيد أو سلمي المحفظة بإذعان..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى