الراي

رأي- نصف الحقيقة كذبة كاملة ..

* كتب/ خالد الهنشيري

 

المبعوث الأممي غسان سلامة في إحاطته اليوم حول الشأن الليبي تحدث عن ملف المهاجرين غير الشرعيين أو بالأحرى المهاجرين غير القانونيين في ليبيا، ذاكرا كل ماهو سلبي ويظهر الليبيين كأنهم بقايا إنسان ما قبل التاريخ..

سلامة الذي يتجول في شوارع طرابلس برتل سيارات مصفحة لا يختلف عن رتل حاكم ليبيا الأوحد سابقا، وضعه لا يختلف عن مواطن ليبي ساكن في زاوية نائية من زوايا ليبيا الشاسعة، رافق عائلته في زيارة فجائية للمدينة مرّ ببعض شوارعها وسمع قصصا مبتورة من والده الذي يعتبره عالما بكل شيء عن هذه البلاد وتفاصيلها، التي استقاها سمعا، وينقل الابن ما سمع من قصص ومشاهد من مساحات محدودة واصفا وضع ليبيا في ذلك المشهد المختزل ..

أدعو سلامة وسائقيه وخزنة قصص جولاته أن يترجل يوم الجمعة إلى منطقة القراقشة ويبدأ جولته من كوبري العمال، حيث أرتال من العمالة الوافدة وتحديدا من الجنسيات الأفريقية، ثم ينعطف يمينا نحو كوشة الخبزة المصرية في بداية الكوبري، بإمكانه الدخول لمطعم “فلافيلو” حيث العمالة كلها وافدة وأغلب الزبائن أيضا، مع تردد الليبيين أيضا، بإمكانه أن يسأل العمال عن أوضاعهم الأمنية كمهاجرين غير قانونيين في ليبيا، وهل يتعرضون لما ذكره في إحاطته من ممارسات؟
-هل يدفعون فواتير الكهرباء؟
_هل يدفعون فواتير استهلاك المياه؟
_هل تم بيعهم للعيش في منطقة القراقشة التي يعتبرها أغلب الليبيين منطقة خطرة، بينما هي واحة غناء لكل غريب !
بإمكان سلامة أن يتبادل الحديث مع عشرات الأفارقة في المقهى المجاور لمطعم فلافيلو وقد اتخذوا من رصيفه فضاء خاصا بهم في جو مشمس غالبا، مع إتاحة خيار آخر أمام سلامة ليطمئن قلبه، يوجد تجمع مشابه قبالة مخبز النعمة بقرقارش، ربما سيقطع عن هذا الجمع الأفريقي الآمن جزءا من خلوته يوم الجمعة مع هواتفهم الذكية، لكن لابأس الكل يحب ويستجيب لرغبات الخواجة ..

إذا أراد الاطمئنان أيضا على حقوق الأفارقة النصارى والغرباء الآمنين في ليبيا بإمكانه أن ينعطف يمينا من شارع جامع العروسي ولا يكلف نفسه عناء السؤال سوف يجد عشرات الأفارقة من الجنسين في كامل زينتهم يتجهون نحو كنيستهم لأداء طقوسهم في إحدى بيع النصارى المعصومة في ليبيا وفق تعاليم ديننا الإسلامي المتسامح..
لا ينسى سلامة أن يختتم جولته بالتوجه عبر الطريق البحري لكوبري العمال ويتجه نحو زنقة جامع دردور، يجب تذكيره قبل دخول الزنقة أنها في ليبيا وليست في دولة ما بعد الحزام الصحراوي لليبيا .

في أحد الأيام أحضرت عاملا من جنسية إفريقية لبعض المهام.. بعد الانتهاء من عمله قررت أن أوصله بسيارتي حسبما جرت العادة لدى كل الليبيين.. تحدثنا كثيرا وبمجرد دخولنا زنقة جامع دردور في القراقشة قال لي بلغة إنجليزية (يو ار هير ان بلاك ايريا) بمعني انت هنا في البيئة السوداء، اختتمنا الحوار بمصافحة قوية وبضحكة عميقة تبادلنا أرقام الهواتف للتواصل في حال احتجت لخدمات مشابهة ..
كما لا يفوتني أن أذكّر سلامة في حال احتياجه لمواد صحية أن يتجه نحو محل العيساوي لمواد البناء بجانب الكوبري، سيجد محمود العبيد مواطن أفريقي من النيجر تزوج ليبية واشترى أرضا في تاجوراء مؤخرا، شخص محترم جدا ومحبوب من كل الذين يعرفونه، زوجته ليبية أيضا، أسعاره ممتازة و”يقدر يساعدك في الأسعار” ويتصرف في المحل كأنه رزقه ..

أنوّه للسائقين بسلامة أنه في حال مصادفة تاكسيات وبعض السيارات بدون لوحات أغلبها لسائقين أفارقة بأنها ليست “دقمة” لتنفيذ مهام انغماسية يوم الجمعة تحديدا ..
ملاحظة،، أشار سلامة في إحاطته لمساعي البعثة الأممية للحد من خطاب الكراهية مذكرا بالورش التي جرت تحت رعايته..! يبدو أن موضوع وقصص ملف الهجرة تفكير ووقائع خارج هذا الصندوق !.
تنويه،، لا أنفي ممارسات سلبية من أفراد في ظل غياب الرادع الأخلاقي ثم القانوني..

#البعثة_الأممية_تمارس_التضليل

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى