الرئيسيةالراي

رأي- لماذا نحتفل بذكرى ثورة فبراير؟

* كتب/ أسامة وريث،

أنا أعتقد أن رفض الوقوف على ذكرى فبراير أو إلغائه تحت ظرف ما، قد تظهر بمثابة حجة خفية لطمس ثورة الشعب الحقيقة هذه،

يفترض ترك الناس تحتفي بهذا اليوم وكل على طريقته وكل حسب همومه وتطلعاته، مع تزيين الشوارع بأعلام الاستقلال. أما خلاف ذلك فهو محاولة لتخطي هذه التضحيات

لكن في المقابل ما الحاجة إلى حفلات ماجنة باسم ذكرى ثورة فبراير!؟

فهذا الصخب ليس هدفا لفبراير، لأن الثورة والتغيير وسيلة وليست غاية في حد ذاتها. والكل بات يتساءل لم هذا الصرف والبذخ في احتفال حكومي يعاني فيه معظم الشعب من مشاكل يومية!

إن أسوأ ما في الأمر أن يتحول احتفال الشعب العفوي بالثورة ومن دون تسييس ولا توجيه ولا دفع أو إجبار -كما هو حال حفلات سبتمبر- إلى احتفال حكومي بالثورة! احتفال السلطة والنخبة الحاكمة معها على الأرض!

عند هذه النقطة تفقد فبراير معناها..

لأن ما يميز فبراير عن غيرها هو أنها ثورة شعب واحتفى بها في 2012 و2013 الشعب بنفسه من دون تدخل من أي جهة سياسية. تلك السنوات كانت هي روح فبراير وزهاؤها بعد أن تحققت معظم المطالب والأهداف، وعاش الليبيون أفضل عامين في تاريخهم!. ثم انقسمت البلاد وذهبت ريحها منذ خلافات فمشاكل 2014 وتهاوت كثير من قيم فبراير أو ضاعت.

على هذا الأساس أنا أشعر بأن عدد ممن يحتفل اليوم في 2024 لا يعي روح فبراير ولم يكن يشعر شعورها، ولم يكن يدرك مفاهيمها، وربما كان بأيام الثورة نائما لازما لبيته، أو كان يقضي وقته في الحمام كما قال عادل إمام منتقدا غياب القذافي وتهربه من الالتحاق برفاقه في ساعة الانقلاب!

احتفال هذا الصنف من الناس وصخبه وسط مشاكل يومية متعددة تعني أنه مغيب مخدر يعيش في عالم آخر، لا يعي فيه مشكلات من نوع تصاعد الدولار وغلاء معيشي وارتفاع سنوي للأسعار، وتفاوت طبقي بين فئات المجتمع، غياب العدالة الاجتماعية، وعدم توازن المعاشات، وتأخر الإفراجات المالية للموظفين، وتوحش الأثرياء على حساب المجتمع وتزايد هوة الكادحين، وتسلط الاستبداد الجماعي مع انقسام مستمر للمؤسسات ونهب وتبذير لثروات البلد، وخواء المؤسسات وجفاف مواردها وأنشطتها ومرافقها، وغيرها من المشكلات والمعضلات التي لم تكن من أهداف فبراير!

فلم لا نقف عند هذه النقطة وندرك أن التصحيح واجب وإلا لا معنى لفبراير برمتها!

وبناء على ما فات ينبغي الآن على كل متوجه للاحتفال أن يحمل معه شعارات فبراير ومفاهيمها في لافتات ولوحات تطالب بتوحيد المؤسسات وإنهاء المراحل الانتقالية وإنهاء الأجسام السياسية المتصدرة للمشهد منذ سنوات، والمستفيدة على حساب المجتمع، وبإجراء الانتخابات وفرض مزيد من الأمن والنظام والقانون وتحقيق العدالة الاجتماعية وتقوى الله في البلاد والعباد وغيرها من المطالب الملحة،

خلاف ذلك لا يعني سوى أننا مخدرون وغائبون عن الوعي، ونائمون على سرير اسمه ثورة فبراير! التي صارت تحتضر قيمها وشعاراتها وأهدافها عاما بعد عام!

وستموت أهداف فبراير فعلياً وعمليا ونهائيا على الأرض؛ وربما تموت بلادنا كليةً إن لم نستفق من غيبوبتنا الجماعية، منادين ومحققين للمطالب والأهداف الوطنية، التي تبدأ بحلحلة وعلاج جميع المشكلات المذكورة وغير المذكورة بهذه الفقرة الفبرايرية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى