الرئيسيةالراي

رأي- لماذا تخلفنا عن غيرنا؟

* كتب/ عبدالرحمن نصر،

نحن الليبيين تخلفنا عن غيرنا من الشعوب الأخرى، ربما لأسباب عديدة لا يمكن حصرها هنا، ولكن ربما منها مايتعلق برفضنا للجديد والمتغير والإصرار على أن نعيش في ماض موروث، ومنقول فيه الكثير من المبالغة وعدم قول الحق والصدق في النقل التاريخي، مما يجعلنا نعيش في الوهم ولا نبحث عن الحل المنشود والمفقود.

فالأسرة والمجتمع في ليبيا والعادات والتقاليد والتاريخ والماضي بما فيه وما عليه من أمور صالحة وأخرى طالحة، كان يجب علينا أن نأخذ العبرة منها في حياتنا الحاضرة المغايرة للماضي الغابر.

عندما بلغت سن السادسة من عمري كطفل ليبي ولد في ذاك الوقت التعس، وجدت نفسي في زاوية لأتعلم القراءة والكتابة وحفظ بعض سور القرآن بالضرب المبرح والأسلوب غير العلمي، من فقيه غير متفقه وفاقد لعلوم التربية وللمعاملة الحسنة واللطف، بل هو عكس ذلك يهش بعصاه عابس الوجه مخيفا ومرعبا، وقال لي الطلبة الأكبر مني نقلا عن الفقيه من بلغ من العمر سبعا فسيجلده سبع جلدات إذا لم يصل، فرجعت للبيت خائفا مرتعشا لأني لا أعرف كيف هي الصلاة المطلوبة؟!!!

لكن الفقيه لم يعلمني الصلاة؟ ولا كيف أعتني بصحتي وغذائي وشرابي ونومي وتنمية مواهبي، وليس هذا فقط بل إنه غرس فينا كأطفال منذ الصغر، كل شيء مختلف لما هو موجود في حياتنا البدائية المتخلفة، فهو ممنوع وحرام وخروج عن التقاليد ومرفوض ومكروه، وهو ليس من تقاليدنا وعاداتنا، بمعنى رفض أي تغيير حتى ولو كان للأفضل صحيا وتعليميا وبدنيا ونفسيا ودينيا.

بالتالي أنا جئت إلى هذا العالم لأتعلم أن أكون رافضا للتغيير رافضا للعلم رافضا للتجديد رافضا للتقنية رافضا للغير رافضا للآخر، لقد زرعوا في هذه المفاهيم وربوني على حب الماضي الغابر ورفض الحاضر المتمدين، أن أكره الحياة ولي حياة أخرى، أنا محرم علي المتعة واللعب والترفيه والغناء والموسيقا لأنني سأجد المتعة بعد الموت.

لأكون سعيدا علي أن لا أكون سعيدا في الحياة الدنيا التي هي متاع الغرور ودار شقاء، ففي الموت راحة يقول أهل القرية، من هنا لا تطلبوا مني ولا من هو على شاكلتي أن نقبل التغيير بسهولة، والله يقول في كتابه المقدس:- “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”. صدق الله العظيم

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى