الراي

رأي- دبلوماسية تريد تفويض نقيض لينكولن

 

* كتب/ عبدالعزيز الغناي

 

في أواخر أبريل الماضي صرح المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة لوكالة انتر فرانس، حول الحرب الدائرة على تخوم العاصمة أن من يقودها “هو بالطبع ليس ابراهام لينكولن، ولكن لديه بعض المؤهلات وبإمكانه توحيد البلاد” ومما لا شك فيه أنه أنهى هذه الجملة بابتسامة صفراء، تحمل تحتها التناقض والاختلاف والدناءة.

 

وكأن مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة يريد توحيد ليبيا تحت أي ظروف، ولربما أنه استعان بلنكولن الرئيس الأمريكي المعروف على صعيد المصالحة وإنهاء الحرب الأهلية، ووصفه بالنقيض للنكولن، اعترافا مبطنا من ابن أرقى مؤسسة تدعي حماية حقوق الإنسان أن ليبيا بإمكانها التوحد لكن تحت الضرب والقمع والترهيب، ربما هو توحيد للبلاد كتوحيد سوريا تحت بشار الأسد فأهلا بهكذا توحيد .

 

مبعوث أممي وموظف لبعثة للدعم السياسي في ليبيا ودكتور في العلوم السياسية يلتقي العسكريين، ويدعم مبادرات عسكرية لا سياسية، ويثني على من أفسد خطته الأممية المصادق عليها من مجلس الأمن بلقاء غدامس، ويفعل كل هذا، فأين مواثيق العمل الدولي والقوانين والبروتوكولات يا من تدعي أنك أستاذ ماكرون الذي أوصلته الصناديق للتربع على عرش الإيليزيه.

ولكن إذا كان رب البيت بالدف ضاربا، وإذا كان غوتيرش يزور بنغازي و يغادرها وقلبه يعتصر ألما على حال ليبيا، ويطالب باحترام قواعد الاشتباك، فلا نلومن سلامة على تركه لزيارة القائد الأعلى عقيلة صالح وزيارته للقائد العام لمناقشة مبادرة سياسية!!، وإذا كان كبيرهم يدعو لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن نتيجة استهداف ناقلتي نفط، ولا يدعوهم لاجتماع حول قتل آلاف الليبيين فلا لوم على المرؤوسين.

 

مما يبدو أن الأمم المتحدة غير متزنة أساسا وربما إن سنحت الفرصة فالانسحاب منها قد يكون مشرّفا وأحفظ لماء الوجه، فحري بك يا سلامة أن تذهب وتحقق في مخازن ونوعيات الأسلحة التي وجدت في غريان والبحث عن مصدرها، إلا إن كنت ترتعد خوفا من تلميذك ماكرون.

 

و”لو كان الفقي يكتب راهو كتب لروحه” فلبنان أمامنا إذا كانت تمتلك هذه القامات لكانت تقدمت وهي تقف أمام آخر تحديث لاتفاق الطائف أمام عشرات الإشكاليات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.

 

سلامة لقد انتهت ثلاثة أيام الضيف، ولست وصيا على الليبيين وإذا كان الكي آخر العلاجات في وجهة نظرك فلا تنفخ نيران الليبيين المستعرة قبل أن تأتي أساسا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى