الراي

رأي- التحقيق في زيارة ليفي. ماذا وراءه؟

* كتب/ أنس أبوشعالة،

 

سيدي الرئيس.. حضرات المستشارين،

في الدول الأخرى من العالم تصدر قوائم بالشخصيات الأجنبية غير المرغوب فيها وبالتالي لا تُمنح تأشيرات الدخول لأراضي تلك الدولة.

في بعض الدول يحظر دخول أي شخص يحمل جنسية دولة “محددة” لأسباب سياسية كوضع دولة إسرائيل “المحتلة” وفق رأي العرب وعضو منظمة الأمم المتحدة وفق القوانين الدولية..

 

سيدي الرئيس.. حضرات المستشارين،

بعض الدول و المنظمات تدرج أسماء أشخاص طبيعية واعتبارية في قوائم العقوبات فلا يجوز لأولئك الأشخاص دخول أراضي تلك الدول ولا ممارسة أي نشاط أو عمل سياسي أو إنساني أو إعلامي لأسباب واضحة ومعلنة.

بيرنارد ليفي.. شخصية جدلية تمثل حالة الانفصام في المشهد السياسي الليبي، الذي رفع بعضهم هذا الشخص على الأكتاف وغيرهم يتربصونه بالبنادق والحجارة بغية رجمه حتى الموت.. و بين تأييد واضح واعتراض فاضح لا لبس فيهما.. نرى حكومتنا تتقمص دور الحرباء التي تتلون حسب الأحوال فتكون من مناصري ليفي في مواقف استراتيجية ومن مؤيدي معارضي برنارد ليفي في مواقف استراتيجية كذلك ..

بمناسبة لجنة التحقيق المؤقتة بخمسة أيام بما يعني انتهاء وجودها وزوال صفتها بانتهاء الأجل المحدد لها بقرار إنشائها.. (ستزول قبل طياب قرقوش العيد) هل ستتبنى اللجنة معيار (الحرباء) في أساس تحقيقها فتكون مناصرة لمناصري ليفي الذين يرونه مخلصاً لهم، وتتلون بلون المعارضين حين انتقالها لملعبهم فتستمطر اللعنة على برنارد ليفي ومن ناصره وأيده إلى يوم الدين !!

وصف القرار بيرنارد ليفي “بالمواطن الفرنسي” في إشارة يفهم منها عدم جواز التعامل مع حاملي الجنسية الفرنسية.. أم أن الغرض من التحقيق صدور قرار مسبق بمنع دخول هذا الشخص في شخصه أم لمواقفه السياسية التي لم تبين الحكومة مناط اختلافها واعتراضها مع سياساته؟!!!

 

سيدي الرئيس ..حضرات المستشارين،

أعتقد أن قرار لجنة التحقيق بحاجة إلى لجنة تحقيق لمعرفة أسباب هذا القرار، وأهدافه، فالقانون الإداري يستوجب اتسام القرار بركن السبب.. فإذا عُرف السبب بطُل العجب .

في الختام.. لعله من الأسهل وربما أصعب حسب الأحوال إدراج “المواطن الفرنسي” ليفي في قائمة الممنوعين من دخول الأراضي الليبية هو وأمثاله وفي ذلك صراحة ولكنها قد لا تؤدي إلى الراحة.. حسب الأحوال كذلك .

 

سيدي الرئيس حضرات المستشارين،

في نهاية هذا المقال ألتمس منكم إسعاف حكومتكم الموقرة بأسباب الرأفة والتخفيف.. فالحمل ثقيل ولا يحتمل شعرة بعير، فالعلوم الكهربائية تقول.. حين الضغط على الشبكة لا بد من طرح الأحمال تفادياً للانهيار .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى