الرئيسيةالراي

الحكومات زائلة ونحن الباقون

* كتب/ هشام الشلوي،

القول إن الإمارات ضالعة في تحريض تونس على اتهام ليبيا باعتزام 100 إرهابي التسلل من قاعدة الوطية الجوية إلى تونس، ضعيف، لا بسبب إنسانية ونبل الإمارات، بل لأن “شيطنتها” أعمق وأدق من ذلك بكثير.

سيناريو تسلل إرهابيين من الوطية إلى تونس يشابه في ركاكته وضعف إخراجه محاولة اغتيال مديرة مكتب الديوان الرئاسي بظرف مسموم في يناير الماضي؛ قصة ظهرت فجأة، لكن سرعان ما هوت إلى عوالم النسيان.

نحن كليبيين لا يعنينا في قليل أو كثير ما يجري في تونس من تقلبات سياسية، هذا شأنهم وهذا بلدهم. ما يهمنا ألا يستخدم السياسيون أو الأمنيون التونسيون بلدنا محطة في تصفية حساباتهم الداخلية، انطلاقا من أن ليبيا هي الحلقة الأضعف في المحيط الإقليمي المغاربي.

صحيح أيضا أن إغلاق الحدود البرية والجوية بين البلدين مؤثر علينا وعلى تونس، لا ينكر ذلك عاقل، ولكن في نهاية الأمر أمام التعنت التونسي، هناك بدائل أخرى متاحة.

نذكر السلطات التونسية أن ليبيا تأذت كثيرا من الإرهابيين التونسيين الذي ساحوا في طول البلاد وعرضها تدميرا وقتلا وتخريبا، وأن السلطات الليبية لم تحمل الدولة التونسية مسؤولية تلك الجرائم.

كما نذكر هذه السلطات أنها تلكّأت كثيرا في استلام الإرهابيين التونسيين المقبوض عليهم في ليبيا، خوفا على تونس من التونسيين، وتلكأت في استلام عائلات وأطفال القتلى منهم.

يجب علينا كشعبين ليبي وتونسي تربطنا علاقات تاريخية واقتصادية أن نرتفع في خطابنا عن مستوى الحكومات والسلطات، لأنهم ذاهبون على أية حال، وسنبقى سندا لبعضنا البعض..

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى