الرئيسيةالراي

أغلب الحجاج لا يؤدون الفريضة كاملة، لماذا؟

* كتب/ خليفة البشباش،

بمناسبة الجدل بخصوص خطبة عرفة والإمام الذي تم تعيينه، نبي نحكي شوية معلومات عما يحدث على الأرض في هذا اليوم وما يليه، لكونها أهم مرحلة في الحج وقبل أن أبدأ “لازم تعرف أن اللي تسمع فيه ع التلفزيون ليس ما يحدث في الواقع”..

أولا وقبل كل شيء خطبة عرفة تبدو لك أهم حدث في هذا اليوم على التلفزيون، لكن الواقع أن أغلبية الحجاج لا يحضرون الخطبة ولا يعرفون أنها بدأت او انتهت حتى، مسجد نمرة ومحيطه لا يتسع إلا لنسبة قليلة ولا يوجد مكبرات تغطي المنطقة. أغلبية الحجاج يصلون في جماعات صغيرة داخل المخيمات أو فرادى.

ثانيا لا يوجد هيئة عامة مخولة بتنظيم الحجاج، يتم إسناد هذه المهمة لشركات خاصة، هذا يعني أن موقع مخيمك، خدماتك، مواعيدك، قدرتك على الوصول للمشاعر وأدائها كلها يعتمد على قدرات ونفوذ الشركة التي تعاقدت معها دولتك أو حملتك.. أو بعبارة أكثر وضوحا تعتمد على “الفلوس” التي تدفعها

هذا يؤدي إلى أن فيه مخيمات قريبة من المسجد وفيه مخيمات بعيدة، فيه مخيمات واسعة جدا وفيه ضيقة، فيه مخيمات نظيفة ومخيمات غير نظيفة، بعبارة أخرى فيه مخيمات للأغنياء مكيفة ومرتبة وواسعة.. بينما في مخيمات أخرى ينام الحجاج تحت حافلات النقل لأن الخيام القليلة ممتلئة وهذا شفته بنفسي..

كل هذا عادي أمام المشكلة الكبرى والمتكررة كل عام، والتي تتم مناقشتها سنويا لدرجة أن الصحف السعودية نفسها تكتب عنها وكأنها معضلة عويصة.. وهي طوابير دورات المياه! في مخيمات الفقراء لا يوجد دورات مياه كافية وطوابير الشيابين والعجائز الطويلة شيء شائع جدا بل وحتى المياه تنقطع!

نأتي للنقطة الثالثة والمهمة جدا وهي الانتقال من عرفة إلى مزدلفة، هذا يعتبر فرض في الحج بالإجماع، الفكرة ببساطة أنه لا يمكن حسابيا أن يؤدي كل الحجاج هذا الفرض؛ لأن طوابير الباصات والمترجلين من المستحيل ان تدخل جميعها بين المغرب والشروق.. لذلك سيتم اختيار مجموعة معينة والتضحية بأخرى.

وبالضبط، تعتمد إمكانية تأديتك لمشعر المبيت في مزدلفة على موعد حافلة شركتك المجدول للخروج من عرفة، وطبعا تخرج حافلات دول معينة أولا، بينما ستبيت حافلات البقية في الطريق الليل كله حتى فجر اليوم التالي، ليلة كاملة مرهقة لا نوم فيها داخل طريق مزدحم لا تشم فيه سوى رائحة النافطة الخانقة

وهكذا.. فرأسمالية الحج لا تحدد فقط الظروف والخدمات والمساحة التي يمكن أن يحصل عليها كل حاج بحسب حالة دولته المادية، بل إنه يحدد أيضا من من الحجاج يحق له تأدية فريضة كاملة ومن يجب أن يرقعها بالدم أو بفتاوى اللاحرج المتوفرة في كل مكان هناك لتغطية هذا الخلل!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى