اخبارالرئيسيةعيون

مصالحة وطنية في ليبيا بين مَن ومَن؟

العربي الجديد-

عاد ملف المصالحة الوطنية في ليبيا لينشط في الآونة الأخيرة ضمن ملفات الأزمة المتبدلة في كل مرة، لكن بنكهة الساعين للسلطة والمتصارعين عليها، وسط جدل متضارب حول أهمية المصالحة ونوعها، إذ هل هي وطنية أم سياسية؟ وأيتهما أسبق؟

المصالحة الوطنية رهن بالتصالح السياسي بين المتصارعين، والذين لا يرغب أي منهم في الاستماع إلى الآخر، بل المخاوف تزداد من إمكانية أن يكون فشل المصالحة الوطنية طريقاً لمزيد من التأزيم والاستقطاب الحاد.

يستعد “الاتحاد الأفريقي” لاستضافة قمة أفريقية حول المصالحة الوطنية في ليبيا، في عاصمة الكونغو برازافيل في الخامس من فبراير الجاري، تمهيداً لمؤتمر ليبي جامع من المقرر عقده أواخر إبريل المقبل في مدينة سرت الليبية.

يأتي ذلك في وقت برزت الخلافات بين المستهدفين بالمصالحة في وقت مبكر، بين رافض للانخراط في مداولات التحضير الجارية، كنجل معمر القذافي، سيف وأنصاره، وآخر رافض لأصل الفكرة من أساسها بحجة رعايتها من أطراف خارجية، كرئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، وتغاض وعدم اهتمام من جانب أغلب الأطراف الأخرى.

واقع الأزمة في ليبيا يفرض أسئلة مثل: كيف يمكن عقد مصالحة؟ وبأي شكل؟ ومَن هم المستهدفون على كثرتهم؟ والبعثة الأممية إلى وقت قريب جداً، قد فشلت في جمع خمسة من القادة فقط، بسبب عمق الانقسام وشدة الصراع. ومَن يصالح مَن؟ وعلى ماذا؟ وسلسلة طويلة من الأسئلة لم يتضمّنها تصريح أي من الرعاة المسؤولين عن الملف، سواء في “الاتحاد الأفريقي” أو المجلس الرئاسي المكلف بتنفيذ هذا الملف وفقاً لصلاحياته واختصاصاته، والتي نصت عليها خريطة طريق جنيف

تلك المعطيات التي برزت في شكل المواقف، سواء في التعاطي أو التغاضي مع الخطوات الجارية في طريق عقد القمة الأفريقية أو مؤتمر سرت، يمكن البناء عليها للتكهن بفشل كل هذه الجهود واصطدامها بالحقيقة، وهي أن من يحتاجون المصالحة هم المتصارعون السياسيون، بدليل مواقفهم.

فلم يصدر عن أي طيف اجتماعي أو قبَلي أو مدني أي رد فعل، وكأن لسان حال هذه الأطياف أن واقع مصالحتها يتمثل في إبعاد قادة الأطراف المتصارعين على الحكم، فانزياحهم أولى الخطوات في طريق المصالحة الحقيقية، فيما فشلت معهم كل المبادرات والجهود لوقف إعاقتهم لمسارات الحل وخفض حالة التصعيد بينهم.

واقع الحال يقول إن المصالحة الحقيقية تبدأ من حيث انتهت الحرب وسكتت القذائف والمدافع، من حيث انتهت نتيجة الحرب بأن لا غالب ولا مغلوب، وبفشل مشاريع الحكم بقوة السلاح.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى