الرئيسيةفي الذاكرة

في الذاكرة.. إلا خمسة …!!

* كتب/ عطية الأوجلي،

كان افتتاح التلفزيون في 24 ديسمبر 1968 حدثا استثنائيا في حياة الشعب الليبي، وخطوة أخرى في بناء دولته وترسيخ هويته..

كانت فرحتنا غامرة ونحن نكتشف أنفسنا والعالم من حولنا بأصوات وشخوص ليبية.

 

مثلت الشاشة الصغيرة نافذة تُطلعنا على آخر أخبار البلاد والعالم.. ومنها تعرفنا على الشخوص السياسية وتابعنا البرامج الدينية والثقافية والسياسية.. غير أن ما سحر قلوب الناس وأثار شغفهم كان الجانب الترفيهي في التلفزيون الوليد..

فقد حرصت إدارته منذ انطلاقه على عرض مجموعة من الأفلام والتمثيليات والمسلسلات التي أخذت بلب المشاهدين.. أذكر منها مسلسل “عدو البشر” من بطولة الراحل حسين الشربيني.. و”هارب من الأيام” للراحل عبدالله غيث.. ومن المسلسلات الأجنبية كان المسلسل الأمريكي الشهير “الهارب” الذي سحر عقول الناس وهم يتابعون فرار الطبيب البريء من تهمة قتل زوجته، ومسلسل “فيوري” الذي يدور حول حياة حصان.

ولأن هذه المسلسلات كانت الأولى في حياة معظم المشاهدين فقد رسخت في ذاكرتهم وساهمت في تشكيل ذائقتهم. ومن المسرحيات التي أشعت البهجة في قلوب الناس وشغلت أحاديثهم… مسرحية “إلا خمسة” التي هي من تراث مسرح نجيب الريحاني، وقد أعاد عرضها وقام ببطولتها المرحوم عادل خيري الذي لو طال به العمر لاحتل مكانا بارزا ضمن نجوم المسرح الكوميدي المصري.

تقوم قصة المسرحية التي كتبها الثنائي الشهير نجيب الريحاني وبديع خيري على المفارقات والمواقف الكوميدية التي تحدث عندما يعلم (عادل) المحامي المفلس أن هناك كنزا مدفونا في حائط فيلا قديمة، عن طريق خريطة رآها في الروبابيكيا. تسكن هذه الفيلا امرأة عجوز متصابية وأخوها المتغطرس وخادمتهم، فيذهب إليهم المحامي رغبة منه أن يعمل سائقًا لديهم، ليبحث عن الكنز المدفون.

بطلة المسرحية هي الفنانة الراحلة ماري منيب التي ولدت بالشام عام 1905م، وانتقلت مع أسرتها إلى مصر والتحقت بالتمثيل المسرحي ثم السينمائي لتصبح اشهر حماة في السينما المصرية، وتقوم بتمثيل دور الحماة الشريرة الظريفة في أفلام مثل “حماتي ملاك”، “الحموات الفاتنات”، و”حماتي قنبلة ذرية”.

نجحت المسرحية أثناء عرضها في التلفزيون الليبي في نيل إعجاب الناس حتى إن عبارات مثل “مدموزيل يا بغلة”… و”آآ عبدو”.. “أنت سواقة”… و”إنتي جاية تشتغلي إيه”.. كانت تتردد بينهم وتشع جوا من البهجة والمرح، كان الشارع والبيت الليبي بأمس الحاجة إليها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى