الرئيسيةالراي

رأي- كل طفل مقاوم وكل امرة أم شهيد

* كتب/ خالد الجربوعي،

يستنكر الكثيرون ما يحدث في غزة خاصة وفلسطين عامة من قتل للأطفال والنساء من خلال القصف الصهيوني الذي يظنون أنه عشوائي، وأن ما يحدث لهم هو مجرد خسائر جانبية غير مقصودة تحدث عند الحروب والمعارك، ويطالبون العدو الصهيوني بتجنب مثل هذا الفعل في قصفه المتواصل على قطاع غزة طيلة الأيام الماضية، وارتكابه العديد من المجازر التي راح ضحيتها الأطفال والنساء بأعداد لا حد لها.

لكن الحقيقة التي ربما يعرفها البعض أو يجهلها بعض آخر، أو يتجاهلها كثيرون خاصة من داعمي هذا الكيان الغاصب للأرض والقاتل للبشر، هي أن ما يحدث من قصف للأطفال والنساء لتصفيتهم هو أمر متعمد مقصود إلى أقصى حد، لا خطأ ولا عشوائية فيه، بل أكثر من ذلك يعتبر أولوية في سياسة الكيان الصهيوني في معاركه ومجازره ضد الشعب الفلسطيني منذ إعلان دولته المغتصبة قبل أكثر من 75 سنة..

وتزداد هذه الأولوية مع مرور السنوات والعقود وفشل العدو في إنهاء القضية وإسكات صوت أصحاب الأرض عن المطالبة بحقهم في أرضهم والدفاع عن وجودهم ومقدساتهم.. ليسلم كل جيل لمن يأتي من بعده أمانة المطالبة بالحق في تحرير الأرض وتقرير المصير، الأمر الذي يجعل المحتل يعتبر أن القضاء على الأطفال والنساء ربما أكثر أهمية وأولوية حتى من القضاء على رجال المقاومة ومن يحاربونه في الميدان.. وذلك لأنه يعتبر أن كل طفل فلسطيني اليوم هو مشروع لمقاوم غدا، وأن طفل اليوم هو من سيواجههم في قادم الأيام ويواصل المشوار حتى التحرير وهزيمة المغتصب لأرضه.. وهو من سيحمل القضية إلى آخر العمر ومن سيورثها لأبنائه وأحفاده كما ورثها عن آبائه وأجداده.

أما النساء؛ فإنه يعتبر أن كل امرأة هي من ستحمل الأطفال، ومن ستلدهم ليزداد عددهم ويتواصل نسلهم، ليكون أطفال كل امرأة هم الآخرين مشاريع مقاومين وشهداء، يقدمون أرواحهم ودماءهم فداء لوطنهم، وبتشجيع من أمهاتهم اللاتي أنجبنهم من أجل محاربة العدو وتحرير الأرض..

لهذا فإن كل امرأة هي أم مقاوم أو أم شهيد سيدفع حياته ثمنا لتحرير أرضه، وهو ما يعني أن القضية ستبقى حية لا تموت بوجود هؤلاء الأطفال وبوجود الأمهات التي ستنجب هؤلاء الأطفال ورجال المستقبل والذين معهم لا يمكن أن تنتهي قضية فلسطين حتى آخر فلسطيني طفلا كان أو رجلا أو شيخا أو امرأة، فكلهم وهب حياته من أجل وطنه.. لهذا فإن العدو يعمل على قتل الأطفال والنساء بالدرجة الأولى في كل عدوان لعله يقلل من عددهم ويتخلص بذلك من عدد كبير من مقاومي وشهداء المستقبل.

الأمر الذي يجعل من قتل الأطفال والنساء في غزة وكل فلسطين ماضيا وحاضرا ومستقبلا ليست أخطاء ولا أضرارا جانبية للحروب، كما قد يدعي العدو أو يتصور البعض، ممن يبرر له أفعاله وإجرامه ويطالبونه بتفادي مثل هذه الأخطاء المفترضة.. بل هو ممنهج وهدف أساسي للعدوان والقتل والدمار.. لهذا نجد أن أكبر عدد من الشهداء والمصابين هم دائما من الأطفال والنساء في كل حروبه ومجازره داخل فلسطين وخارجها.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى