الرئيسيةالراي

رأي- في اليوم العالمي للسلام

 

* كتب/ علي العربي الهوني

 

كنا طلبة وكان شتاء 1988
ثانية ثانوي
دخل علينا في الساحة أثناء الطابور الصباحي
ضابط الاستخبارات أسمر اللون ( ليوشوش) للأمر حينها الملازم فرحات وليقول له الحافلات جاهزات
لنقل الطلبة الذكور
فقط
تناقل الخبر وتأكدنا حينها أننا ذاهبون

حينما شاهدنا الحافلات والكل يسأل وهناك من يقول اووو إلى تشاد والآخر يقول لا احتفال واستعراض
إلى أن تعالت الدوشة وقال الآمر بصوت خفي كأنه يوشوش إلى 300 طالب
نحن ذاهبون إلى الرواغة إلى مخازن ودشم بن غزي
ونحن مشدودين ومندهشين
والكثير منا لم يصدق
تم نقلنا في الحافلات وإذ بمدارس الجفرة ودان سوكنة هون
تدخل الحافلات طريقا ترابيا بعد مدينة ودان ومنعطفات بين الجبال
وإذ بشاحنات محملة بصناديق طويلة وقصيرة
بعد أن كبُرنا عرفنا أنها صواريخ جراد
والله كنا شباب صغار ولازلت أسأل نفسي كيف استطعنا حمل هذه الصناديق على أكتافنا؟
والله إنه شيء لايصدق
وفعلا دخلنا للدشم من الساعة التاسعة صباحا خرجنا منها قُرابة المغرب
والشاحنات كلها قد تم تفريغها أتذكر أن عدد الشاحنات تجاوز الأربعين
ولم يمتلئ من الدشمة التي كنا فيها من الصباح مقدار 10%
من مساحتها
وعدد الدشمات في ذلك الوادي يتجاوز المائة
استمر العمل لمدة ثلاثة أيام
وكان عدد الشاحنات التي تم تفريغها تقريبا 200
وأقسم لكم أن المائتين شاحنة لم تملأ الدشمة بعد

وفي نهاية 2011
زار بعض الأصدقاء ومنهم من كان طالبا معنا حين أنزلنا تلك الصواريخ
يقول لي أن الدشم كلها مليانة ع الآخر

هنا أقول !!!
بكم تم شراء تلك الصواريخ والتي هي من أموال الشعب الليبي
وها نحن خسرنا بالأمس أموالا لشرائها واليوم نخسر شبابا جراء
استعمالها
وهل هذا الصاروخ الذي سقط على بيت صديقي في وادي الربيع هو أحد الصواريخ التي أنزلتها يوما ما في دشمة ودان
ام أن أحد الأصدقاء انزله لكي يقتل أبناء صديقي وامرأته في وادي الربيع
والله أني مذهول مما يحدث اليوم.
من تلك الصورة التي كانت في مخيلتي مذ كنت طالبا في الثانوية حيث كان الحماس أن هذا السلاح هو لصد العدوان عنك يا وطني لدرجة أني لم أتعب حين أحمله وأنا ضعيف الجثة أمام وزنه وطوله..

الله الله يا صديقي إن كان الصاروخ الذي سقط على عائلتك هو مما حملته على كتفي يوما ما
فوالله يا صديقي لم أكن أتوقع أبدا أنه سيسقط على بيتك يا أخي بل ولم أتوقع أنه سيسقط على أرض ليبيا الحبيبة..

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى