الاخيرةالرئيسيةالراي

رأي- فرقة حياة، اقتحام ناجح لمكامن الموت

* كتب/ يحيى القويضي،

 

إنه “السابع من أبريل”

إبراهيم زبيدة كان يخطط لهجومه هذا منذ وقت.

حسب -باحتراف- حسابات المعركة، مثل أي قائد مخضرم، جمع تحرياته عن الهدف، اخترق صفوفه عبر تجسس بشري وإلكتروني.

حشد الإمكانات، استنفر قبل ذلك فرقة الحياة المليئة بالنساء والرجال المخلصين للقضية.

اجرى حساباته الأخيرة حتى أصغر تفصيلة، وأبعد احتمال.

وحينما ارتفعت احتمالات النجاح

هاجم -معززا بفرقة الحياة- العدو، وهزمه في جولة واحدة.

هاجمه في “السابع من أبريل”

تحت ستار كثيف من الهدوء، والمعرفة، والعقلانية، والمنطق، والدربة، والحرص، والحساب الدقيق

هاجم بهدوء، وهزمه.

في “سابع أبريل” زبيدة

لم تكن هناك أدخنة، أو غبار، أو هتافات، أو قبضات ملوحة، لم يكن هناك يمين رجعي متعفن عشعش في الجامعات، ويجب سحقه

لم يكن هناك زحف ثوري أخضر “يتمرد” حتى يلونها بالأخضر

في “سابع أبريل” زبيدة

لم تكن هناك فرق موت سرية

لم تكن هناك ميلشيات مأجورة

لم تخطط هجومه مخابرات أجنبية

لم يكن هناك اعتماد منهوب من قوت الليبيين

لم تكن هناك ميزانية مختلسة

لم يكن هناك وقود مهرب

لم يكن هناك مرتزقة أجانب بمتطون التويوتات

لم تكن هناك سجون خاصة

أو إعدامات.

لم يحضر في سابع “أبريله” ولو شيطان رجيم واحد

كانت فرقة الحياة وحدها تقف بجانب المايسترو

وكانوا -بتناغم يثير الإعجاب- يعرفون سيمفونية الحياة الأولى

كالعادة،، لم يغب منهم أحد

زهير، بدر، ابتهاج، حميدة، وريدة، أميرة، فتاح، منعم، محمد، يوسف

بكل انضباط ومهنية، وفهم أدوار اصطفوا إلى جانب الجنرال واقتحموا الهدف معا

شقوا صدر مريضة يطبق شبح الموت على قلبها

وفتحوا قلبها المرهق، وغيروا “صماما ميتراليا” ثم أعادوا كل شيء في مكانه، مثلما تفعل فرق الاقتحام المدربة جيدا، وانسحبوا بهدوء.

تعمدت أن أذكر الأسماء الأولى فحسب، مع أن الأسماء موجودة كاملة أمامي

الأسماء كاملة تشخصن الحادثة، وتحول أبطالها إلى أشخاص، فيما هم قيمة ومثلا ومعيار.

الأفضل أن يبقوا هكذا

يبقوا قيمة ومثال لكل مخلص لم يفسد وطنه، ولم يدمره، ولم يرتهنه للأغيار.

يبقوا معيار لأهمية العلم، والمهارة، والانضباط ونكران الذات

الأفضل أن يبقوا معيارا في زمن اختلت فيه المعايير

فرقة الحياة

للأعضاء قبل القائد، وله هو الآخر بالطبع

شكرا جزيلا دائما..

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى