الرئيسيةالراي

رأي- بناء الدول يحتاج الى رجال دولة

* كتب/ خالد الجربوعي،

يقف وراء بناء الدول وتقدمها وتحقيق رفاهية مواطنيها.. ونشر العدل في ربوعها.. وتوفير الأمن بكل مدنها وشوارعها.. ومنح حياة كريمة لكل من يعيش داخلها..

رجال لهم مواصفات خاصة لا تتوفر عند الآخرين ولا يملكها كل الحكام ومن يجلسون على الكراسي.. مواصفات تحولهم إلى رجال دولة بكل معنى الكلمة.. مواصفات تتمثل في نكران الذات وترك المصالح الخاصة سواء كانت شخصية أو جهوية.. رجال جعلوا الوطن همهم الوحيد حتى لو كان ذلك على حساب أنفسهم وأهلهم وحياتهم.. فنجح مثل هؤلاء في بناء دولهم لتكون في مقدمة الدول الأخرى.. فربحوا أنفسهم وأوطانهم وأهليهم.. فخلدهم التاريخ وأصبحوا أبطاله.

فهل لدينا في بلادنا مثل هؤلاء الرجال الذين يمكن أن ينكروا ذاتهم ويتركوا مصالحهم الخاصة الشخصية والجهوية من أجل ليبيا.. حتى يمكن أن يبنوا دولة في مستوى الطموحات.. دولة تحقق العدالة وتنشر الأمن وتمنح الحقوق وتوفر المساواة بين كل مواطنيها، دون أي تفرقة مهما كانت الأسباب والشخوص.. دولة يجد فيها كل مواطن كرامته ومكانته وينال حقوقه دون مساومات وتنازلات وفساد.. دولة يصبح اسمها فخرا وذكرها شعرا وحروفها موسيقى يتغنى بها كل مواطنيها بأعلى صوت وبأجمل كلمات وأحلى الألحان، بكل حب وصدق دون ثمن أو فرض أو تذلل.. فهل هناك بيننا من يمكن أن يحول هذه الأحلام إلى حقيقة؟.. ويجعل من الأوهام واقعا يمكن أن نعيشه ونتمتع بمخرجاته..

للأسف الواقع المعاش يخبرنا غير ذلك تماما، ويقدم لنا صورة مشوشة لا أمل فيها ولا أماني.. حيث يمنحنا أناسا وحكاما كل همهم السلطة والكراسي لا أكثر.. حكام وطالبو سلطة أول ما يفكر فيه أحدهم عندما يتقدم لأي موقع مسؤولية أو يقدم خطة للوصول إلى ذلك الموقع أو يقوم بعمل في سبيل ذلك هو أن يضع نصب عينيه مدى الاستفادة الشخصية وراء كل ذلك قبل كل شيء.. ويفكر فيما سيجنيه من مكاسب، وكيف يتحصل على نصيبه من هذا العمل أو ذاك.. فإن لم يتحصل على ما يريد ترك ذلك العمل دون إكماله، وإن لم يجد ما يريد تركه قبل حتى أن يبدأ.. وحتى إن وجد من ينكر ذاته ويريد العمل من أجل الوطن سيجد في طريقه من يستغل ذلك العمل لمصلحته، ليضيع كل الجهد الذي بذله صاحبه وينتهي مجهوده دون أي فائدة.. وهذا ما جعل الكثير من الوطنيين يبتعدون عن الساحة ليتركوها لأصحاب المصالح الضيقة والنفوس الضعيفة، التي تغلغلت في مفاصل الدولة وانتشرت كالوباء الذي لا علاج له حتى الآن.. فهل يأتي من يكون في مستوى المسؤولية ويجعل الوطن فوق كل اعتبار، وينكر ذاته ويترك مصالحه الخاصة بعيدا، ويعمل من أجل الوطن دون غيره.. ويكون فعلا ومن معه رجال دولة يعتمد عليهم ويبنى بوجودهم وطنا ودولة حقيقية يقودها القانون والمؤسسات لا الأفراد والجهويات والنفاق والتطبيل والمزيدات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى