الرئيسيةالراي

رأي- الضمير المهني.. والتفكير التجاري

يوميات صيدلي 2-

الضمير المهني.. والتفكير التجاري

* كتب/ محمد بن نصر

 

أمتهن الصيدلة.. من فترة ليست ببعيدة.. بالتحديد الجزء المتعلق بصرف الأدوية للمرضى وإعطاء التعليمات والاستشارات الصيدلانية حول الدواء واستخداماته ومحاذير استعماله .. وهذا الجزء من أساسيات هذه المهنة الإنسانية الجميلة..
ولكن..

ما يؤرق نومي تلك المستحضرات التي تدخل لهذه البلد المهتوك سترها.. “عشبة بن علي اليمني.. منقوع عشبة باما الصيني.. عسل تركي مقوي جنسي”.. وتخاريف من هذا النوع الذي لا نعرف له تركيبا ولا يوجد عليه ما يفيدنا بمكوناته الحقيقيةوتركيزها.. ولا نعلم مراكز الدراسات التي ختمت عليه بأنه آمن للاستخدام البشري.. ولم نعرف كيف هي آلية عمله (mechanism of action)  داخل الجسم كما باقي الأدوية التي نعرفها كصيادلة!! ..

إني أشمئز من بيع هذه التخاريف ولا أؤمن باستخدامها ولا أستطيع ضمان فاعليتها.. بل إني لا أقدر أن أضمن عدم خطورتها على الحياة!!.. والمشكلة أن الشعب يطالبك بتوفيرها ولا يهتم للموضوع!!

وكي أبرئ ذمتي أنصحكم يا أصدقاء بمقاطعة كل ما لا توجد عليه العناصر المصنوع منها وتراكيزها وآلية عملها في جسم الإنسان .. اسألوا الصيادلة عن وجود التركيبة من عدمها..

أعتذر لكل أصحاب الشركات التي تستورد هذه المنتجات.. ولكن ضميري المهني لا يسمح لي بإرضائكم مقابل صحة المرضى!!..
الموضوع مطروح للنقاش.. والصدر رحب في تقبل الآراء التي تخالفني.. فربما أقتنع بكلامكم.. من يدري!؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى