
العربي الجديد-
قالت وزارة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية الليبية التي يقودها عبد الحميد الدبيبة إن الجهة العسكرية التي شاركت في الهجمات على النقاط الحدودية مع السودان ومصر “لا تتبع لسلطة وزارة الدفاع الليبية، ولا تأتمر بأوامر رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي”.
وأوضحت الوزارة، في بيان لها، الأربعاء (11 يونيو 2025م)، أنها تابعت البيان الصحافي الصادر عن مكتب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية، بشأن ما ورد حول مشاركة مجموعة مسلحة ليبية في اعتداءات على تمركزات للجيش السوداني بالنقاط الحدودية المشتركة بين ليبيا والسودان ومصر، وأنها تعبر عن “استنكارها الشديد ورفضها التام للزج بأبناء الوطن في أعمال من شأنها زعزعة أمن واستقرار حدود الدول الشقيقة أو الانخراط في النزاع الدائر في السودان”.
وحمّلت الوزارة “المسؤولية القانونية والجنائية لكل من يثبت تورطهم من أفراد وجماعات في هذه العمليات”، وأكدت على موقف حكومة الوحدة الوطنية “الثابت والداعم لأمن السودان واستقراره، ووحدة أراضيه، والداعي إلى وقف الحرب وإنهاء الاقتتال، وصولاً إلى حل سلمي يحقن الدماء ويعيد الأمن والاستقرار للشعب السوداني الشقيق”.
وجاء بيان الخارجية بطرابلس تعليقاً على بيان أصدرته وزارة الخارجية السودانية الثلاثاء، ذكرت فيه أن جماعة حفتر دعمت هجوم شنته قوة الدعم السريع على مواقع الجيش السوداني في المثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا. واتهم البيان جماعة حفتر بالمشاركة في “الاستيلاء على المنطقة”، مؤكداً أن الجيش السوداني “سيتصدى بقوة لهذا العدوان وسندافع عن بلدنا وسيادتنا الوطنية”.
وفيما يبدو تحاشيا للرد المباشر عبر المنصات الإعلامية الرسمية، وزعت جماعة حفتر بياناً على وسائل إعلام مقربة منها نفت فيه ما وصفته بـ”مزاعم الاستيلاء على الأراضي السودانية والانحياز لأحد أطراف النزاع”، معتبرة أنها “رواية مكررة لا تمت للواقع بأي صلة”.
وحذر بيان حفتر من أن اتهامات السودان تمثل “محاولة مفضوحة لتصدير الأزمة الداخلية السودانية وخلق عدو خارجي افتراضي”، مشيراً في المقابل إلى أن القوات السودانية “كررت مؤخراً اعتداءاتها على الحدود الليبية”، وأكدت رفضها “المحاولات المتكررة” للجيش السوداني لـ”زج” اسمها في صراعاته الداخلية أو الإقليمية.
وتناقلت صفحات على منصات التواصل الاجتماعي، ليبية وسودانية، مقاطع فيديو تظهر أفراداً وآليات تابعة لسرية من كتيبة سبل السلام، وقعت في أسر الجيش السوداني خلال مشاركتها في دعم هجوم لقوات الدعم السريع. وبينما امتنع المسماري، عن التعليق على الفيديو، معتبراً في حديث مقتصب لـ”العربي الجديد” بأن نفي حفتر في مناسبات سابقة علاقتها بالصراع في السودان “كافٍ”، كتب عبد الله سليمان أحمد، القيادي في كتيبة سبل السلام، على صفحته بموقع فيسبوك، مؤكداً وقوع اشتباكات بين كتيبته وقوات الجيش السوداني التي وصفها بـ”العصابات” خلال الأيام الماضية. واحتفى أحمد بالعمليات التي نفذتها قوات الدعم السريع على مواقع الجيش السوداني في الشريط الحدودي، ما يعكس بوضوح عمق الارتباط بين الكتيبة التابعة لحفتر و”الدعم السريع” التي يقودها محمد حمدان دقلو “حميدتي”.
وتعود جذور العلاقة بين حفتر وحميدتي لسنوات طويلة، إذ قدم حميدتي، عبر مقاتلي مليشيا “الجنجويد” الذين كان يقودهم، دعماً عسكرياً لحفتر في حروبه العديدة داخل ليبيا، وبالمقابل، وقف حفتر إلى جانب حميدتي منذ اندلاع الصراع في السودان في إبريل 2023، حيث زوده بدعم لوجستي وعسكري، استنكره الجيش السوداني في مناسبات سابقة.