الناس-
“بعد شفاء أخته، فاعل خير يتصدق بعدد 16 حقنة من دواء تعزيز المناعة الأوكتاقام”..
هذا مانشرته إحدى الصيدليات بمدينة مصراتة، مشيرة إلى أن سعر الحقنة يتجاوز ألف دينار، مع شح وجودها في السوق..
ليست حادثة عابرة، بل ظاهرة تستحق الإشادة انتشرت في بلادنا، أن يمر بعض ميسوري الحال على الصيدليات ويتصدقوا بمبالغ لتغطية مصاريف الدواء للمرضى، خاصة لأصحاب الأمراض المستعصية، الذين يعجزون عن دفع التكاليف. ولا تستطيع الصيدلية وحدها تحمل التكلفة.
هذه الظاهرة دفعت بعض الصيدليات لفتح صناديق لديها للمتبرعين، يقابلها قوائم للمحتاجين من المرضى أو ذويهم، وإليكم ما رصدته إحدى الصيدليات بمصراتة في يوم واحد، هو الخميس (23 يناير الجاري) حين تكفل فاعل خير بتغطية تكاليف جرعة الدواء لثماني حالات، تجاوزت تكلفتها مائة ألف دينار..
وتعلن الصيدليات التي تقدم الخدمة الدوائية ذات التكلفة العالية عن الحالات التي تتردد عليها، والمسجلين في قوائمها، فتجدها مثلا تضع على صفحتها إعلانا يقول: “عندنا حالة تحتاج إلى جرعة كلفتها (13800) كل ثلاثة أسابيع، عدد الجلسات لم تبدأ، لعدم القدرة على شراء الجرعة.. عندنا صندوق داخل الصيدلية، وعندنا حسابات مصرفية، وأرقامنا على الواتس..”
فتجد بيانات وافية، وتجد آذانا صاغية بعيدا عن الجهات الرسمية..
الصيادلة المتمسكون بأخلاقيات المهنة، يخصصون أرقاما وأوقاتا للرد على استفسارات المواطنين ويحرصون على توعيتهم. كجزء من مسؤوليتهم الاجتماعية..
فبقدر ما تجد من ظواهر سلبية في بلادنا، في الصيدليات وغيرها، بقدر ما تجد ظواهر تستحق الإشارة والفخر..
وللإضافة فكل هذه الحالات هي حصيلة –فقط- أربعة أيام.. ولدينا مزيد.