العربي الجديد-
تجمع العشرات من المحتجين الغاضبين، ليل البارحة الاثنين، أمام استراحة لرئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبدالحميد الدبيبة، بالعاصمة طرابلس وفي ساحة مدينة مصراتة مسقط رأسه، في أعقاب تصريحات أدلت بها وزيرة الخارجية المقالة من الحكومة نجلاء المنقوش حول لقائها بوزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي السابق، إيلي كوهين، في روما في أغسطس 2023، وقالت فيها إن اللقاء جاء بترتيب من الحكومة في طرابلس.
وهتف المحتجون أمام استراحة الدبيبة برفض التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي وطالبوا بضرورة فتح تحقيق معه ومع المسؤولين الحكوميين المتورطين في اللقاء الذي جرى بين المنقوش والوزير الاسرائيلي، فيما طالب المحتجون في مصراتة برحيل الحكومة برمتها.
واختلطت الهتافات الخاصة بالموقف من لقاء المنقوش بنظيرها الإسرائيلي في روما بهتافات أخرى تتهم الدبيبة وحكومته بالفساد وعرقلة الحل السياسي.
ودعا ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي إلى تنظيم احتجاجات أخرى في ميدان الشهداء بالعاصمة طرابلس، للمطالبة بتحقيق عاجل حول حقيقة صلة الحكومة بلقاء المنقوش بكوهين. وفي حين لم يصدر أي تعليق من جانب الحكومة على كلام المنقوش، لم يتجاوب المكتب الإعلامي للحكومة والناطق باسمها مع اتصالات “العربي الجديد” للتعرف على الموقف الرسمي للحكومة من مطالب المحتجين.
وكانت المنقوش ذكرت في لقاء تلفزيوني مع منصة الجزيرة 360، بُث ليل الاثنين (06 يناير 2025م) أن لقاءها الذي عقدته مع كوهين في روما جرى بـ”تنسيق بين الجانب الإسرائيلي وحكومة الوحدة الوطنية”، نافية أن تكون طرفاً في “الترتيب لأجندة اللقاء” وقالت: “الحكومة هي من رتبت وأنا أوصلت الرسالة”. وحول فحوى اللقاء أكدت المنقوش أنه كان “ذا طبيعة أمنية واستراتيجية تتعلق بموارد ليبيا، وكان سرياً، لكن لا علاقة له بالتطبيع وأوضحت موقفي وموقف كل الليبيين المؤيد القضية الفلسطينية”، واتهمت الحكومة بالتنصل من مسؤوليتها عن اللقاء والترتيب له، وأشارت إلى أن الحكومة هي من رتبت خروجها من طرابلس إثر اندلاع موجة الاحتجاج في ليبيا إثر تسرب أخبار اللقاء في روما
وتخالف تصريحات المنقوش ما قاله الدبيبة في هذا الشأن حيث نفى في تصريحات سابقة علمه باللقاء، وقال “لو كنت أعلم ذلك لقلتها علانية وبكل شفافية، لأنني أخاف الله رب العالمين”، مضيفاً “اللقاء كان عرضياً، والمنقوش وزيرة تتبعني ولا يمكن أن أتركها لو كنت من طلب منها اللقاء بالوزير الإسرائيلي”.
وكانت ليبيا شهدت احتجاجات واسعة في العاصمة طرابلس وعدة مدن ليبية في أغسطس لأكثر من يوم إثر تسرب خبر لقاء المنقوش بكوهين في روما، فيما أعلنت الحكومة عن إقالة المنقوش من منصبها وإحالتها إلى التحقيق، قبل أن تتمكن الأخيرة من مغادرة ليبيا وتلزم الصمت من ذلك الحين.