الرئيسيةفضاءات

كنز من المعلومات.. المخابرات الأمريكية ترفع السرية عن ملفات الأجسام الطائرة الغامضة UFO

عربي بوست-

بفضل جهود بعض الباحثين الجريئين عن الحقيقة، أصبحت السجلات الأمريكية، لأكثر من 3 عقود، حول الأجسام الطائرة الغامضة UFO متاحة للتحميل والاطلاع عليها بنقرة زر.

يتضمن تفريغ البيانات الضخم أكثر من 2700 صفحة من الوثائق المتعلقة بالأجسام الطائرة الغامضة، التي رفعت عنها وكالة المخابرات المركزية CIA  أخيراً السرية بعد أكثر من 70 عاماً على حصولها.

ووفقاً لموقع The Black Vault -وهو موقع إلكتروني متخصص بتجميع الوثائق المتعلقة بالأجسام الغامضة الطائرة، والذي يديره المؤلف جون غرينوالد جونيور- تم الحصول على الوثائق بعد مطالبات طويلة بتطبيق قانون حرية المعلومات (FOIA) الذي يتيح الإفصاح عن معلومات سرية حصلت خلال ربع القرن الماضي.

وشغلت هذه الظواهر الفضائية ذهن وخيال العديد من المتابعين والأدباء، فألهمت آلاف القصص والروايات والأفلام.

وبمرور الوقت، تراكمت العديد من طلبات الإفصاح عن هذه المعلومات بحيث أنشأت وكالة المخابرات المركزية قرصاً مضغوطاً مليئاً بالوثائق التي تم رفع السرية عنها، والمعروفة باسم “مجموعة UFO”.

في منتصف عام 2020، اشترى غرينوالد القرص المضغوط، وعندما انتهى من تحميل محتوياته كسلسلة من ملفات PDF القابلة للبحث، أتاحها مجاناً على موقعه الإلكتروني. The Black Vault

ماذا كشفت هذه الوثائق؟

تغطي الوثائق عشرات الحوادث، من ضمنها رواية 1976 عن مساعد نائب مدير العلوم والتكنولوجيا التابع للحكومة آنذاك، والذي تم تسليمه يدوياً قطعة استخباراتية غامضة حول جسم غامض، وصولاً إلى الانفجار الغامض الذي حصل في منتصف الليل بإحدى البلدات الروسية الصغيرة.

يعود تاريخ بعض هذه الوثائق إلى خمسينيات القرن الماضي، ومحاولات محللي الاستخبارات فهم الظواهر الغريبة، حسب ما نشره موقع NY POST.

كشفت الملفات عن مجموعة من الروايات المحيرة لأقراص غامضة تحلّق في السماء، وتطلق أشعة ضوئية عبر البلدات الصغيرة، مما تسبب في انفجارات وحتى ادعاءات قليلة عن ضباط عسكريين يواجهون أجانب يخرجون من مركبات غريبة.

تُظهر الوثائق أيضاً مراسلات حول مشاهدات جسم غامض، بين ضباط وكالة المخابرات المركزية وأفراد من الجيش.

في بعض الأحيان يتجاهل المسؤولون قصص المراقبين على أنها مجرد خرافات، حتى عندما لا يكون هناك تفسير آخر واضح. لكن في حالات أخرى، يُظهر الضباط قلقاً حقيقياً من احتمال وجود شيء خطير.

يصف أحد أقدم السجلات اجتماعاً في عام 1952، حيث ناقش كبار مسؤولي المخابرات والجيش الأمريكيين تشكيل تحالف لدراسة الزيادة المقلقة في مشاهدات الأجسام الطائرة المجهولة.

هذا التحالف، الذي يقوده سلاح الجو ويطلق عليه اسم Project Blue Book ، سيستمر في مراجعة آلاف المشاهد بالداخل والخارج، لتحديد ما إذا كان هناك سبب للخوف من شيء آخر غير “أعداء أمريكا في الحرب الباردة”، حسبما جاء في الوثائق.

الأجسام الغامضة والطائرة روسية

وتضمنت الوثائق أيضاً مقالاً من صحيفة ترود في موسكو بتاريخ 30 يناير 1985، يشرح بالتفصيل كيف رصد طاقم شركة طيران جسماً غامضاً على بُعد 120 كيلومتراً من مينسك، بيلاروسيا، في نحو الساعة الـ4 صباحاً.

تصف العديد من الوثائق المدرجة في أرشيف Black Vault مشاهدات الأجسام الطائرة المجهولة في الاتحاد السوفييتي السابق، لكن هذا المستند مفصل بشكل خاص.

يروي المقال الحادث بشكل كبير من منظور الطاقم، إذ لاحظ مساعد الطيار جسماً كبيراً ثابتاً، لكنه لم يكن نجماً، كانت البقعة الصفراء بحجم عملة معدنية من حيث موقعه.

نادى مساعد الطيار رفاقه الثلاثة في قمرة القيادة؛ ليشاهدوا “شعاع الضوء ينفتح فجأة، ويتحول إلى مخروط مضيء، ثم ظهر مخروط ثانٍ أوسع، ثم ثالث واسع ومشرق للغاية”.

أوصى المساعد بالإبلاغ عن المشهد على الأرض، لكن الطيار أوقفه؛ لعدم تأكده من كيفية وصف ما رأى.

قدَّر الرجال أن الجسم كان على بُعد 40 إلى 50 كيلومتراً فقط، ثم رسم المساعد الجسم على ورقة قبل أن يرتفع شعاع من الأرض وركز على الجسم الطائر.

كان القائد لا يزال متردداً: هل ينقل ما يحدث أم لا؟ لكن شيئاً ما حدث وضع حداً لشكوكه، إذ ومضت البقعة البيضاء وظهرت سحابة خضراء مكانها.

وتضيف الوثائق:

“كان الطيار لا يزال متردداً: هل يبلّغ عما يحدث أم لا؟ لكن لاحقاً حصل أمر وضع حداً لشكوكه، إذ ومضت البقعة البيضاء وظهرت سحابة خضراء مكانها”.

يتذكر القائد رؤية الجسم يندفع بعيداً قبل أن يختفي فجأة. “حسناً، الآن سيقولون إننا لم نكن في أذهاننا السليمة”.

حقائق أخرى ما زالت تنتظر الكشف

ورغم كل هذه المعلومات، قال غرينوالد: “على الرغم من أن وكالة المخابرات المركزية تدّعي أن هذه هي المجموعة الكاملة التي رُفعت عنها السرية، فلا توجد طريقة للتحقق تماماً من ذلك، سيستمر البحث لمعرفة ما إذا كانت هناك مستندات إضافية لا تزال مكتشفة داخل مقتنيات وكالة المخابرات المركزية”.

من الجدير بالذكر أنه تم الكشف عن هذه المعلومات قبل أشهر من موعد مثول مسؤولين من وزارة الدفاع الأمريكية ووكالات المخابرات أمام الكونغرس؛ للإدلاء بكل ما يعرفونه عن الأجسام الطائرة الغامضة، حسبما ذكرت صحيفة نيويورك بوست.

ويوجد بند مُلحق بمشروع قانون إغاثة  COVID-19 المكون من نحو 5600 صفحة والذي تم تمريره في أواخر ديسمبر 2020، يطلب من الوكالات “تقديم تقرير في غضون 180 يوماً إلى لجان المخابرات والقوات المسلحة بالكونغرس بشأن الظواهر الجوية غير المحددة”.

إخفاء متعمد

ولوحظ في الوثائق التي تم الكشف عنها شطب العديد من الجمل والكلمات والأسماء، فضلاً عن تقارير إعلامية عن أشخاص صرحوا بما رأوا، وأحدها بالمغرب في عام 1976، والتي تم رفعها إلى مدير وكالة الاستخبارات شخصياً.

التقرير الذي امتد على 25 سطراً تم شطبه كلياً بالقلم مباشرةً. ويشير أسفل الصفحة إلى أنه تمت الموافقة على التقرير لإصداره لأول مرة في فبراير من عام 2010، حسب ما نشرته صحيفة  Daily Mail

وتم تنقيح العديد من الملفات بالمثل لإزالة كل التفاصيل الصغيرة تقريباً بخلاف كلمة UFO، مما يقدم القليل من المعلومات عن المعرفة الشاملة لوكالة المخابرات المركزية حول هذه الكلمات الرئيسية أو لا يقدمها على الإطلاق.

على سبيل المثال، تصف إحدى الوثائق المعنونة بـ”تقنيات اختبار السرعة الفائقة التي تمت مناقشتها”، دراسة فرنسية للقوة التي يمكن استخدامها لتشتيت الأجسام الغريبة -التي تم تعريفها في الوثيقة على أنها “أجسام طائرة غير مرغوب فيها”- وليست أشياء مجهولة الهوية.

كما انتقد غرينوالد الصيغة التي تم بها إطلاق هذه الوثائق والتي تجعل من الصعب على الباحثين والمحققين التدقيق في محتويات الوثائق بالوسائل التكنولوجية المعاصرة.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى