الرئيسيةالراي

رأي- الوعي بحقيقة السنة الأمازيغية

* كتب/ أسامة وريث،

شخصيا، لا أقدّم التهنئة بأي سنة كانت! سواء هجرية أم ميلادية أو ما يُعرف اليوم بالسنة الأمازيغية.

ولم يحدث في تاريخ حتى السنوات الهجرية الإسلامية أن قدّم المسلمون التهاني لبعضهم حتى في رأس السنة الهجرية! ذلك أن التهنئة العيدية أو السنوية عند المسلمين هي تهنئة العيدين الفطر والأضحى فقط.

منذ البداية وكما هو معروف أنا مع نسيج الأمة الليبية، وضد فكرة اللون الواحد، واللسان الواحد، والشكل الواحد الخ

غير أني أتصور بأن من واجبي توضيح بعض الحقائق للإخوة الواعين من المازيغيين قبل غيرهم، وإرشادهم إلى المغالطات التي يمارسها عليهم دجالوهم وعياً منهم أو دون وعي!

بدايةً؛ من غير الصائب، إعلاء الراية المسماة اليوم أمازيغية فوق العلم الوطني وبحجم أكبر! سواء بالمنافذ أو المؤسسات.. فهذا تصرف فيه تعال لا نحبذه على علم الاستقلال الوطني، والذي لولاه أصلا لما ارتفع العلم الأمازيغي! فمن دون وقوف جميع أحرار وحرائر ليبيا من كل مكان خلال ثورة فبراير 2011 ما كان لهذا العلم أو غيره أن يُرفع في أي بقعة من ليبيا. فالشكر والمحبة لأرواح جميع شهدائنا الأبطال من كل مكان؛؛

وتنويه إلى كل مُخترع/مُصمم؛ ليس عيبا أن تصنع هوية حديثة لك، علم ملون لك، تخترع تقويما معينا وتحدده لك، وتتفق على تجميع حروف معينة بصرف النظر عن أصولها ونشأتها المرتبطة بالثمودية والفينيقية، وتعتبرها لغة لك، وتحدد وجبة معينة لتتناولها على العشاء مثل ما يفعل الليبيون في يوم العصيدة والريّاشة والفتاشة والعاشوراء وغيره..

ولكن العيب هو ربطها بأي موروث عتيق؛ أو القول بأن هذه العادات والتقاليد والأعلام والألوان والتقويمات هي تقاليد تاريخية ضاربة في القدم! وأنها من صلب التاريخ! وأنها من عصر شيشنق!

السنة المسماة أمازيغية ذات الرقم الخيالي 2972

التقويم المنسوب للفرعون المصري/الإفريقي الصحراوي: شيشنق

العلم أو الراية المسماة أمازيغية؟

اللغة المسماة اليوم أمازيغية؟

زوراً وجهلا الادعاء بأنها تاريخية، ويفترض الوعي والاعتراف بأنها تأسست وظهرت جميعها مع تأسيس الكونغرس الأمازيغي بباريس، وهي بالتالي هوية معاصرة تمت صناعتها حديثا وفي فرنسا ومنذ سنة 66 و 71 وما بعد،

لنلحظ حتى في الصور الفوتوغرافية، لماذا لا نجد صورة قديمة واحدة فقط -سواء بالفترة الملكية أم البريطانية أم الإيطالية أم العثمانية الأخيرة- تجسد شيئا عن حفل برأس سنة أمازيغية!

كبار السن في زوارة والجبل، من منهم يعرف شيئا عن هذه المسميات والأحداث؟

حتى ما يسمى بأكلة رأس السنة الأمازيغية، أيضا، شيء مستحدث خلال هذه السنوات، لم يكن أحد -باستثناء القليل- يقف عند ما يسمى برأس السنة الأمازيغية، أو أن يتناول مشكورا بعض البقوليات تحت مسمى وجبة رأس السنة! وغيرها من الاختراعات قبل هذه السنوات الأخيرة فقط!.

على طريقة منهجية القذافي، الذي ينتقده البعض ويأتي بنفس سلوكه وتعصبه القومي الفارغ؛ فإن ممارسة الزيف والخداع والتضليل هو سلوك لا يعبر سوى عن التخلف والضعف والحاجة الى سد النقص/الفراغ التاريخي!.. أنا مع حقوق الأقليات اللغوية، ولكن عندما تتحول الأقلية إلى مشروع هيمنة قومية عنصرية، وتزوير لإرث وتاريخ وتراث الآخرين، فهي بذلك لا تختلف في شيء عن مشروع القومية العروبية التي قامت على عربجة الجميع: البشر والشجر والحجر!

والقول أن هذه الأنشطة هي تاريخية وموروثة، وأن عقود القمع والتضييق هي من حرمتها من الظهور! هو قول زائف ولا صحة له نهائيا بالصوت والنص والصورة، فلم تنشط هذه الأنشطة إلا على يد قوميي تامزغا الجزائر قبل سنوات معدودة فقط بداية في 80s.  وكان مكان وزمان ظهورها هو في باريس سنة 1966م.

تريدون التأكد من كل ما سبق؟ الأمر بسيط، إليكم بمراجعة جميع مصادر ومؤلفات أعلام البربر، وابحثوا عن سطر واحد فقط يذكر شيء، عن شيء اسمه السنة الأمازيغية!

أو التقويم المنسوب كذباً إلى شيشنق!

أتحدى أي شخص مهما كان عاقلا أو واهما؛ أن يأتي بكتاب مصدري بربري واحد فقط! يذكر شيئا عن شيشنق وأنه فرعون بربري أو أمازيغي كما يقال اليوم، وأنه صنع تقويما وتاريخا للبربر وأنه وأنه وأنه!..

لا شيء؛ لأن شيشنق في الحقيقة هو فرعون إفريقي صحراوي من واحات مصر الغربية، وهو مصري من جده الخامس. لذلك ظهر شيشنق في مصر بالزي المصري والحكم المصري وكتب باللغة الهيروغليفية المصرية، واعتنق كأجداده الديانة المصرية وغير ذلك من الشواهد. ومن دون المملكة المصرية ماكنا سنعلم بوجوده أصلا!.

أتحدى أي باحث، أن يأتي بنص مصدري أهلي واحد؛ يذكر شيئا عن علم اسمه العلم الأمازيغي وألوانه؟

أتحدى أي شخص بأن يأتي بكتاب أهلي/بربري واحد، مثل كتب: ابن سلّام المزاتي، واللواتي والبغطوري والدرجيني والشماخي، أو صاحب كتاب مفاخر البربر والحسن الوزان وابن بطوطة والناصري والدرعي وغيرهم؛ ترد فيه كلمة مازيغ، وبنو مازيغ، أكثر من 5 مرات!.. وأنا سأتيه بنفس الكتاب الذي أتى به، وفيه كلمة بربر وقبائل البربر وجماعة البربر 100 مرة! كيف؟ ولماذا؟ لأن بربر هو الاسم الشعبي والفعلي لجماعة البربر وليس اسم المازيغ، فبربر هو الاسم الذي استعمله نسّابة ومؤرخي البربر، وعرّفوا به أنفسهم أمام الآخرين كنسب لهم من “بربر بن تملا، بن مازيغ بن كنعان بن حام”.

أتحدى من يأتي بكتاب واحد فقط! كتاب واحد!! تم تأليفه بالأحرف المسماة اليوم لغة أمازيغية؟ لن تجدوا من كتب البربر سوى مؤلفات بالحرف العربي، أو باللسان البربري المكتوب بأحرف عربية أيضا.

جميع تحديات الأسئلة السابقة هي مستحيلة. وعلى الإخوة الواعين أن يفيقوا من الوهم الذي أدخلهم فيه بعض الكاذبين المتعصبين المزورين.

والحقيقة إن قوميي بربريست الجزائر المتحمسين؛ هم من صمموا أول علم للقومية الأمازيغية، وهم من اخترعوا حكاية رأس السنة الأمازيغية، وصنعوا مجمعا لغويا للغة مازيغية موحدة بعد أن كانت ولا زالت ألسنة ولهجات شديدة التباين والاختلاف، وهم من اختاروا شكل العلم الأمازيغي، وبقية الاختراعات الأخرى التي لم يكن لها وجود قبل السبعينيات، وجميعها تمت صناعته في باريس وتحت رعاية فرنسية.

وإذا كان ثمة من هو غير قانع بهذه الحقائق، فليتفضل مشكورا بأن يستحضر لنا نصا مصدريا واحد يذكر شيئا عن علم الأمازيغ وألوانه، أو رمزه، أو عن احتفالات رأس السنة، والتقويم الشيشنقي، وغير ذلك من الاختراعات. أتحدى أي باحث أن يصور للناس نصا مصدريا واحدا فقط فقط.. يذكر شيئا واحدا فقط فقط، مما فات!

لا يوجد بما في ذلك في مؤلفات البربر أنفسهم التي كُتبت أول مرة بالعربية بعد الإسلام. لأن الحقيقة أن هوية تامزغا علماً ورمزا ولغة موحدة وتقويما وتاريخا؛ هي صناعة حديثة، صنعت في فرنسا فقط بسنة 66م، ولا وجود لها قبل ذلك، وهذا باعتراف صانعيها أنفسهم من قوميي تامزغا الجزائر..

أنا لست ضد حرية أي أقلية لغوية في استعمال ما تشاء من حروف وأعلام الخ.. وبتناول ما يختاره المرء على وجبة العشاء، ولكن أنا لا أضع يدي في يد الزيف والتزوير والادعاء هنا وهناك، وأقول بأن هذه الأشياء هي تاريخية وقديمة وضاربة في القدم!.. مع التهريج بأشياء وهمية لا قيمة علمية لها.

ينبغي اعتراف ممارسي الدجل والكذب، وبكل تواضع ودون كذب على حديثي السن؛ وعلى بقية الليبيين بأن تامزغا هي قومية معاصرة لكيان حديث، رغم قدم قبائلها الوافدة منذ القدم إلى المنطقة. إلا أن قرويتها وبدويتها وعزلتها واختلاف لهجاتها، جعلتها تتأخر كثيرا عن غيرها في إنشاء هوية جامعة لها، وبصناعة خارجية فرنسية، سميت بالأمازيغية، صنعت تقويما سنويا. وجمعت حروف إيموهاق/توارق فزان؛ للزعم بأنها لغة أمازيغية شاملة. والقيام بتعليم الأطفال بها مؤخرا في المدارس.

ونور الحقيقة في نهاية المطاف؛ هو شيء جميل، وعلينا مقابلته والاستمتاع بدفئه

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى