
* كتب/ وحيد الجبو،
لازالت قضية البطالة لدى الشباب من الجنسين تتصدر المشهد الاقتصادي، وما إذا كانت الحكومة ومن ورائها وزارة العمل تملك إحصاءات بعدد الشباب العاطلين عن العمل، وإن كانت الدولة مهتمة بهؤلاء الشباب والاستفادة منهم كمورد بشري مهم لخدمة الوطن وتحسين دورة الاقتصاد، في زيادة الإنتاج، حيث إذا زاد الإنتاج زاد الرخاء والعمل على مستوي تحسين المعيشة. وتقول بعض المنظمات إن نسبة البطالة في ليبيا قد تصل إلى ما يقارب 18%، وإن أغلبيتهم من عمر الشباب، بينما يعيش في ليبيا عدد كبير جدا من غير الليبيين الذين يساهمون في سوق العمل، وخاصة الأعمال الحرفية، بل إن غير الليبيين يمثلون الأغلبية في سوق البناء والإعمار، وإنتاج الخضروات والفواكه وحرف الصيد البحري، وورش الصيانة والأعمال الميكانيكية والكهرباء والسمكرة والسباكة واللياسة. والتجارة.
وقد فرضت الظروف على الشباب الليبي أن يبحثوا عن مصدر رزق في غير الأعمال الحرفية وخاصة التجارة بأنواعها. اما تجارة الشنطة في كثير من الأحيان و ربما الانخراط في أعمال ليست مرخصة كاسواق العملة و المتاجرة في المواد المدعومة و اقتناص أي فرصة تسهل لهم الحصول علي الأموال فهم منخرطين فيها، و قد منحت الحكومة لبعض منهم القروض الصغيرة و تسهيل منح الزواج لإقحامهم في معركة الحياة وتحميلهم مسؤولية بناء عائلة ، ، ولكن لم تكن الدولة او وزارة العمل او وزارة المالية دور في تشجيع الشباب علي التفكير في إنشاء شركات ومشاريع صغيرة ومتوسطة و أعمال متخصصة تمكنهم في الحصول علي قروض لتمويل مشاريعهم بضمان وزارة المالية و محاولة إقحامهم في الأعمال التي يسيطر عليها غير الليبين ، وتكليف المراكز العلمية المتخصصة لتوجيههم التوجيه الأمثل نحو الانتاج والتسويق ومحاولة تخفيف اعتماد الشباب علي وظائف الحكومة وابعاد عقلية التعيين في الدولة فهل يمكن رصد مبالغ تعتبر قروض حسنة لبدء المشاريع بحيث تتم ادارتها من خلال المصارف المتخصصة مثل مصرف التنمية او الريفي او الزراعي وبشروط القروض المصرفية وأسلوبها .
بعد ان أصبحت سيطرت غير الليبيين علي كل الأعمال كبيرة حتي المحلات والدكاكين والاسواق المجمعة تحوي عمال من غير الليبيين وخاصة الأفارقة والعرب!
والشباب الليبي في وجود العمالة الاجنبية لا يشتغل بالحرف او البناء ولا يشتغل في المقاولات او مواد بناء .
ولكن اذا اتم تحديد عدد العمالة الاجنبية المهاجرة الي ليبيا وبقاء المؤهلين من الاجانب فقط وحسب احتياجات السوق الليبي سترى الشباب يتوجهون لذلك لان هناك طلب على هذه الحرف.
وهناك ارث اجتماعي قديم في اكثر العائلات تجتهد من أجل ان يصبح ابنهم محامي او طبيب او مهندس ولهذا تجد اكثر الشباب عنده عزوف وعدم التوجه الى المعاهد الحرفية بسبب توجيه آباءهم لهم وطلبهم شهادات اعلى مستوى من الدراسة والتحصيل والكل يسعى لان يكون ابنه مسؤول او كبير الاطباء او كبير المهندسين او كبير في مجاله الاداري او المكتبي ولا يطلبوا ان يكون كبير السمكريين او كبير النجارين او الحرفيين الخ
ولهذا اصبحت الاعمال الحرفية والانتاجية مقتصرة في الاغلب علي الاجانب ولهذا
ندعوا الشباب للتوجه الي مراكز التدريب والتكوين المهني وامتهان الحرف الصناعية والزراعية والخدمية
لحاجة سوق العمل لهذه المهن حتي تصل مخرجات التعليم الي ان تتناسب مع احتياجات سوق العمل الليبي.