اخبارالرئيسيةعربي ودولي

هدوء في غزة.. والعدوان يكشف عن دمار واسع

عربي 21-

دخلت مدينة غزة منذ منتصف الليلة الماضية في هدوء، بعد التوصل إلى وقف إطلاق نار مع الاحتلال الإسرائيلي، عقب عدوان دام ثلاثة أيام، وأسفر عن ارتقاء عشرات الشهداء والجرحى.

وصباح الاثنين (08 أغسطس 2022م)، دخلت أول شاحنة وقود إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم متجهة إلى محطة الكهرباء، التي توقفت عن العمل خلال اليومين الماضيين.

وبرغم التوصل إلى التهدئة، فإن طائرات الاستطلاع العسكرية الإسرائيلية تواصل التحليق فوق قطاع غزة.

وعقب هذا الإعلان، أوضح المتحدث باسم “حماس” فوزي برهوم، أن “هذه جولة من جولات القتال ومحطة من محطات الصراع المتواصل والمحتدم مع الاحتلال الإسرائيلي، والذي لن ينتهي إلا بزواله عن فلسطين”.

وأكد في تصريح له وصل “عربي21” نسخة عنه، أن “هذه الجولة ثبتت معادلة أنه لا عدوان ولا احتلال بدون كلفة”، لافتا إلى أن “العدوان على غزة، أعاد مجددا وضع جرائم الاحتلال البشعة ومجازره بحق شعبنا وأهلنا في غزة أمام كل العالم”.
ولفت برهوم، إلى أن “ما جرى من عدوان على غزة، أكد على خطورة مشاريع التطبيع ودمج الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة على شعبنا الفلسطيني وحقوقه”.
وبدأ العدوان الإسرائيلي 2022، على القطاع قبيل عصر الجمعة الماضي، حيث شن جيش الاحتلال غارات مكثفة بصواريخ متنوعة شديدة الانفجار على مختلف المدن الفلسطينية في القطاع، واستهدف العديد من المنازل دون سابق إنذار، إضافة إلى أماكن مدنية ومواقع للمقاومة الفلسطينية.

 قتل ودمار

تسبب القصف الإسرائيلي الذين استهدف المواطنين الفلسطينيين بشكل مباشر، بارتكاب العديد من المجازر؛ في جباليا وبينت حانون شمال القطاع ومدينة البريج وسط القطاع وفي خانيونس ورفح جنوب القطاع.
وبحسب إحصائية وصلت “عربي21” نسخة عنها، صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، فقد أدى العدوان الإسرائيلي إلى استشهاد 46 فلسطينيا؛ بينهم 15 طفلا و4 سيدات، إضافة إلى إصابة 360 آخرين بجروح مختلفة.

وارتفعت الحصيلة إلى 46 شهيدا، بعد وفاة شاب، وطفلة صغيرة الاثنين، متأثرين بإصابتهما في قصف إسرائيلي أمس على مدينة غزة.

وأعلن مصدر طبي في مجمع الشفاء، عن استشهاد الشاب محمود أحمد داوود (21 عاما)، متأثراً بإصابته الخطيرة في قصف اسرائيلي استهدف مجموعة من المواطنين عند مفترق السامر في المدينة.

كما ارتقت الطفلة حنين أبو قايدة متأثرة بجراح أصيبت بها باستهداف الاحتلال مركبة مدنية قرب معبر إيرز شمال القطاع.

وخلال العدوان، اغتال جيش الاحتلال في غارتين منفصلتين، القيادي البارز تيسير الجعبري قائد لواء الشمال في “سرايا القدس” الجناح العسكري لحركة “الجهاد الإسلامي” في الغارة الأولى التي وقعت عصر الجمعة، وقائد لواء الجنوب في “سرايا القدس” خالد منصور، في الغارة الثانية التي نفذت مساء السبت.

وتسبب القصف الإسرائيلي الشرس، في “تدمير 9 عمارات سكنية، وأضرار لحقت بقرابة 1500 وحدة سكنية منها 16 وحدة تدمرت كليا و71 وحدة باتت غير صالحة للسكن، و1400 وحدة تضررت جزئيا بأضرار ما بين بليغة ومتوسطة، إضافة إلى أضرار أصابت عشرات الدونمات الزراعية”، بحسب إحصائية ليست نهائية صادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.

وأوضح رئيس المكتب سلامة معروف، في مؤتمر صحفي له، أن “عدوان الاحتلال ألحق الأضرار بالعديد من المؤسسات الأهلية بينها الإعلامية والحقوقية ومنازل المواطنين، في انتهاك واضح للقوانين الدولية”.

وأكد معروف، أن “عدوان الاحتلال فاقم الواقع الإنساني الصعب الذي يزداد صعوبة مع إغلاق المعابر ومنع وصول المساعدات الإنسانية لكافة الجهات التي تقدم الخدمات للمواطنين”، محذرا من استمرار منع ادخال الوقود لمحطة توليد الكهرباء، والذي له “انعكاسات وتداعيات صعبة على كافة القطاعات والقطاعات الصحية والبلديات وغيرها”.

من جانبه، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال بالعربية، أفيخاي أدرعي، في تغريدة له على “تويتر”: “انتهت الضربة الجوية الختامية التي تم التخطيط لها مسبقا حيث شنت طائرات ومروحيات حربية بالإضافة إلى طائرات مسيرة ووسائل نيران برية أخرى غارات على أهداف في كل أرجاء قطاع غزة”.

وذكر متحدث عسكري آخر، هو الجنرال ران كوخاف، أن “الجيش الإسرائيلي قام بقصف 140 هدفا تابعا لحركة الجهاد الإسلامي في الأراضي الفلسطينية منذ بدء العملية”، زاعما أن “هذه الأهداف تشمل “نفقا هجوميا” وعشرات نقاط المراقبة العسكرية والعديد من مواقع إطلاق الصواريخ وثماني مجموعات كانت في طريقها لتنفيذ هجمات”.

إحصائيات إسرائيلية

بحسب بيانات جيش الاحتلال، “تم إطلاق 585 صاروخا باتجاه المستوطنات الإسرائيلية من داخل القطاع، نجح 470 منها بدخول الأراضي الفلسطينية المحتلة فيما سقط 115 منها داخل القطاع”.

وزعم جيش الاحتلال، أن منظومة “القبة الحديدية” التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، اعترضت نحو 185 صاروخا، في حين سمعت صفارات الإنذار في عدد من المستوطنات والمدن الإسرائيلية.

بدورها، ردت فصائل المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها “سرايا القدس”، على العدوان الإسرائيلي، بإطلاق الكثير من الرشقات الصاروخية المكثفة صوب المستوطنات الإسرائيلية المحيطة بغزة، كما أنها استهدفت “تل أبيب” ومدن إسرائيلية أخرى ومستوطنات القدس، بعدة صواريخ.

 وفد أممي

إلى ذلك وصلت قطاع غزة، صباح الإثنين، نائبة المنسق الأممي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط “لين هاستنجز”، بعد ساعات من سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة “الجهاد الإسلامي”.

وأفاد مصدر أمني بغزة لمراسل وكالة الأناضول، أن نائبة المنسق الأممي وصلت القطاع عبر حاجز إيرز/ بيت حانون، على رأس وفد من موظفي الأمم المتحدة.

وأوضح المصدر أن الزيارة تستغرق يومين، يتخللها عقد عدد من اللقاءات في إطار مهام عمل نائبة المنسق الأممي.

ومن غير المعروف ما إذا كانت “هاستنجز” ستجري أية لقاءات مع قيادات من حركتي المقاومة الإسلامية “حماس”، و”الجهاد الإسلامي”.

جدير بالذكر، أن طواقم الدفاع المدني في غزة، واجهت صعوبات كبيرة في إنقاذ المدنيين وانتشال جثامين الشهداء، نظرا لتعمد جيش الاحتلال استهداف بعض الأماكن المكتظة بالسكان، إضافة إلى ضعف الإمكانات اللوجستية المتوفرة لدى جهاز الدفاع المدني العامل في القطاع، الذي نفذ أكثر من 124 مهمة أثناء سير العدوان على غزة.

وفي ذات السياق، زادت معاناة سكان القطاع المحاصر، جراء توقف محطة توليد الطاقة الوحيدة في القطاع عن العمل نظرا لعدم توفر الوقود، جراء إغلاق الاحتلال للمعابر مع القطاع منذ عدة أيام.

وحذرت وزارة الصحة الفلسطينية، من التداعيات الكارثية لاستمرار العدوان الإسرائيلي المتصاعد على قطاع غزة، خاصة في ظل النقص الحاد في الأدوية والمستهلكات الطبية مع تعمد الاحتلال استهداف المناطق السكنية المكتظة، إضافة إلى تأثير تفاقم مشكلة الكهرباء المستمرة حتى ما بعد العدوان، والتي قد تؤدي إلى وقف الخدمات الطبية خلال الأيام القليلة القادمة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى