الاخيرةالرئيسية

من طرائف عملي ببيع الكتب

* كتب/ إبراهيم الشامي،

سنوات طويلة عملت فيها في مكتبنا في دمشق مررتُ فيها بمواقف غريبة جداً جداً ..

أكثرها غرابة تلك التي يسأل فيها الزبائن عن عناوين كتب غير موجودة أصلاً…!

أو مؤلفين لم أسمع بهم …

سأذكر بعضاً منها ..

ولكن لابد أن أبدأ بأشياء غريبة كانت تُطلب في المكتبة:

– عندك جرابات؟

– عندك ورق جدران ؟

– عندكم قرطاسية؟ (غير موجود) غريب !! (نعم ما عندنا) مكتبة ومافي عندكم قرطاسية؟ (نعم، نحن مكتبة كتب فقط). فيذهب الزبون مستغرب جداً جداً .. مكتبة فيها فقط كتب..؟؟!!

طبعا هنالك فئة تريد أن تبيع ما تريده هي وليس ما تريده أنت ..! مثل:

– معقول عندك كتب ابن تيمية؟

– بتبيع لعمرو خالد؟ أعوذ بالله ..؟

– تعال انصحك نصيحة، لا تبيع لسيد قطب، هاد ضال مضلّ .. (طبعاً أصلاً كتب سيد قطب كانت ممنوعة بسوريا).

– مكتبة دينية وعندكم روايات؟؟؟؟؟ يالطييييييف !!! خصوصا إن رأى رواية لأحلام مستغانمي..

– عندك كتاب الشاعر الفلاني؟ (بعد حوار طويل أكتشف أنه يسأل عن كتابه اليتيم، وأنه هو الشاعر المشهور الذي فاتنا أن نحضر كتبه لمكتبتنا)

– أو عندك كتاب للعلامة فلان؟ فتعرف أنّه شيخه المغمور..

وقد جاءت فترة تقرر فيها في المعهد الذي بجوار مكتبتنا كتاب سيرة وتراجم، كلما دخلت طالبة تطرح اسماً عجيباً أو غريباً لكتاب غير موجود، أعرف أنه هذا الكتاب المقرر في المعهد فأعطيها إياه.

أغلب الطالبات كنَّ حين أريهنّ العنوان الحقيقي يقلنَ بكلّ حماسة: نعم هذا الكتاب الذي كنت أقصده ..

بالتالي: ياويلك إن ظننتَ أنني أنا قد أخطأت..

بعضهنّ تصرّ على طلب الكتاب ذي العنوان الغريب، وتقول بكلّ استهجان:

(معقول ما عندك ياه؟؟؟ قالوا بتلاقوه بمكتبة الإحسان) وبعد الدرس تعود الطالبة ومعها اسم الكتاب على ورقة وتقول بتبجّح:

ليكو هذا الكتاب .. قالولي عندكم ..!!! ولا تعترف بخطأها..

اسم الكتاب (نجوم في فلك النبوة) ..

أما اسمه الغريب العجيب:

مرة: نجوم في دنيا الرسول.

ومرة: الكواكب والأفلاك النبوية.

ومرة: نجوم الصحابة النبوية.

وأغربها كان مَن طلبت كتاب: كواكب في صحراء الصحابة …!!! وفوراً عرفتُ أنه هو رغم أنه ولا كلمة من العنوان الرئيسيّ. أما بقية العناوين فكان معرفتهم سهلة.

………..

مرة جاء زبون يسأل عن كتاب (جحا والرسول…!!!)

ذُهلت لما سمعت العنوان ، وبدأ الكمبيوتر في عقلي يبحث عن المترابطات لأصل للعنوان المطلوب، لأنني متأكد أنّه يطلب عنوان غير هذا، فما بين جحا والرسول ألف سنة…!

ولم يطلب البحث كثيراً، فدماغي أسرع من غوغل وأجبته:

هل تقصد كتاب : رجال حول الرسول؟

فابتسم وقال: بذاته ..!

ومرة جاءني شاب خرج من مولد أقيم في مسجد قريب، فخرج منتشياً من المولد وقد وصل الحماس إلى ذروته عنده فسألني:

– شوفي أحاديث نازلة جديد؟

ابتسمت له بلطف، فبادر مكملاً:

– كل شي أحاديث قديمة قريتها وحفظتها، حابب شوف شوفي نازل جديد ..

حاولت أن أستشفّ إن كان جاداً أم كان مازحاً، فأخرجت له كتاب رياض الصالحين، فتصفّحه بسرور، ثم فتح صفحة الناشر، وقرأ تاريخ الطبعة فابتسم مسروراً .. ثم اقتناه.

..

أحدث ما مر معي في اسطنبول هو هذه الطلبات:

– عندك كتب فستق حلب؟ المقصود كتاب نظرية الفستق.

– كتاب فن الإمبالة .. المقصود فن اللامبالاة.

– تفسير الجلالية، المقصود تفسير الجلالين.

– بلاقي عندك كتاب: الرجال من القمر والأرض؟ فوراً عرفت أنه كتاب: الرجال من المريخ والنساء من الزهرة.

– متوفر عندك كتاب: رجال من النساء؟ طبعاً بعد انتظار طويل وصلته صورة الغلاف من خطيبته، كان نفس الكتاب السابق.

– بلاقي عندك كتاب (أختي اليهو/دية؟) كمان خطيبته هية صاحبة الكتاب ، ومن صورة الغلاف وصلت إلى كتاب: في قلبي أنثى عبرية.

فتأمل يا رعاك الله ..!

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى