اخبارالاخيرةالرئيسية

في جنازة مهيبة. مصراتة تودع الشيخ الجليل “محمد عبدالله جبعور”

الناس-

ودعت ليبيا ومصراتة يوم أمس الشيخ الجليل “محمد عبدالله جبعور” شيخ جامع القويري الديني بجنازة مهيبة حضرها رئيس الحكومة ولم يغب عنها أهل العلم وطلابه.

وأعلنت عائلة الفقيد السبت (25 ديسمبر 2021م) عن وفاته بعد معاناة طويلة مع المعرض، لم تثنه يوما عن فعل الخير في السر والعلن. وقد أبنه أحد تلاميذه المعروفين وهو الشيخ علي حمودة وزير الأوقاف الأسبق بمقال جاء فيها:

الشيخ علي حمودة

وداع الشيخ محمد جبعور وما فيه من دلالة ورسالة

عشية السبت 21 جمادى الأولى 25/12/2021م وفي مشهد مهيب ذي دلالة ورسالة، وحضور كبير معبّر ودّعت مصراتة فضيلة الشيخ العالم الجليل محمد عبدالله جبعور الدردفي، أحد علمائها وأعلامها، الذين عرفوا بجدّهم واجتهادهم، وأدائهم وعطائهم، ومناقبهم وآثارهم.

نشأ وترعرع وتنقل بين أبرز وأعرق معاهد العلم التي عرفها ووثق بها أهل البلاد، ولم يخب لهم ظنٌّ بها : زاوية المناصرة (البيّ) والمعهد الأسمريّ ومعهد القويريّ ثم كلية الشريعة في جامعة السيد محمد بن علي السنوسي الإسلامية بالبيضاء، التي تخرّج فيها بدرجة مميزة.

ثم بدأت رحلة عطائه، الذي لم يتوقف، واستمرّ بهمّة وعزم، منذ توليه مشيخة معهد القويريّ الدينيّ، مديرا ومعلما وأباً حانياً، وأخا كبيراً، لجميع من في المعهد، يبذل كلّ ما لديه: من وقته وماله وعلمه ونصحه واهتمامه ونشاطه، من أجل هذه القلعة العلمية، التي ترسّخ قيم الدين ومعالم الشريعة وصبغ الهوية، حتى اتحد اسم الشيخ مع اسم المعهد، فإذا ذكر هذا ذكر ذاك، واستمر في رحلة عطائه، دون كلل أو ملل أو منّة على أحد، حتى تجرأت الأيدي الآثمة على إغلاق القويري، بقوة السلطة الغاشمة، في إطار سياسة ممنهجة، تستهدف عقول وتفكير الناس، ليخلو الميدان لما تمارسه من عبث ودجل وليمكنها قيادة الناس إلى مراتع الدواب وأودية الهلاك.

ولم يستسلم الشيخ، بل ظل يحاول ويحاور ويناور، ليبقي على شيء، من بقية القويري، التي قد تجد لها في يوم ما، منفذا ومسلكا للظهور مرّة أخرى، لتصل ما انقطع، وتستأنف السير على هدى وبيّنة، وطريقة تعيد الناس إلى رشدهم وسابق عهدهم، وأمنهم الفكريّ والروحيّ.

وبقي الرجل حتى لحظاته الأخيرة في هذه الدنيا، يوصي بعودة المعهد لسابق مكانه ومكانته، وبقعته التي أخرج منها في عهد الطغيان، ثم بعد التحرر بروز عوائق ومعوّقين يتعللون بتعلاّت لا مبرّر لها، والنتيجة –بقصد أو بغير قصد- منع عودة القويري والحيلولة دون استيفاء حقه الذي هو أحقّ به.

ما زلت أذكر وأنا تلميذ صغير ذو اثنتي عشرة عاماً، حين أخذ أبي بيدي، إلى معهد القويري، عام 1393هـ 1973م الذي كانت إدارته وفصوله الدراسية في المبنى القديم المقابل لمسجد القويري، قبل انتقاله لمبناه الجديد في قوز التيك وكانت الإدارة جزءا من المسجد، ودخلنا الإدارة، حيث كان الشيخ رحمه الله في استقبالنا بكل حفاوة وترحاب ومباركة وتشجيع، ما زلت وسأظل أتمثل صورته بين عينيّ، ومنذ ذلك اليوم، عرفت الشيخ جبعور وغدت صلتي به تعظم وتنمو، وتتوثق حتى شاء الله تعالى أن أودّعه وهو في لحظاته الأخيرة بالغرفة 8 في مركز عباد الطبي.

رحمة الله عليه، وجزاه عنا خير الجزاء، اللهم ألحقنا به صالحين مصلحين، غير خزايا ولا مفتونين، وهيئ لنا تحقيق غايته، وإنفاذ وصيته، واختم لنا بخير ختام.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى