الرئيسيةالرايثقافة

رأي- (جيد في بابه)

* كتب/ يوسف أبوراوي،

عندما أرتاد مكتبة عامة، وحتى خاصة، تكون محتوياتها بطبيعة الحال ليست من اختياري، في أحيان كثيرة استغرب من فائدة كتاب يناقش بعض المواضيع، فما فائدة دراسة حروف العطف في قصيدة جاهليه، أو ما فائدة دراسة أمراض البطاطا في البرازيل؟!

مواضيع تبدوا لي في البداية بدون أي فائدة ومملة للغاية، ثم أنتبه لهذه الذات المتضخمة عندي ومقدار جرأتي على الحكم على جهد غيري بلا علم ولا معرفة.

من طلب رأيي اصلا، وماهي معايير حكمي وحدود علمي لأعرف الجيد من الرديء في كل فن.

إن هذه الحياة بكل ما فيها بحر زاخر بأصناف شتى من المعارف والتخصصات والأمزجة والنفوس، كل منها تحاول إثبات نفسها عبر تقديم ما يمكن تقديمه وبالطريقة التي تراها صوابا، وكل مسخر لما خلق له، والمنجزات الكبرى والنهضات في تاريخ البشر إنما قامت على تظافر جهود الجميع للوصول إلى الأهداف، فلا نهوض لأي مجتمع عندما يهمش بعض قواه، فعلوم الفضاء تسير جنبا إلى جنب مع علوم الاجتماع الإنساني في هذه المجتمعات، وعلوم الفيزياء لا قيمة لها بدون علوم الفلسفة واللغة، وما أرى هذا العسف والصرامة في قسمة المعارف إلى علمي وأدبي، ثم تركيز كل أهل تخصص على تخصصهم واستغنائهم به، إلا تجنيا على العلم والمعرفة، فالناس لم تر عالما في الطبيعيات مثلا وهو لا يعرف شيئا عن الإنسان، ولا روائيا أو لغويا عظيما لا يعرف شيئا عن العلوم، بل الكل متصل بالكل في نمط عجيب يفهمه من أدركه ويستغربه من جهله.

كنت إذا اشتريت كتابا ورآه أبي يطلب مني أن يراه، وعندما أسأله عن رأيه فيه، يعطي رأيه إن كان الكتاب فيما يعرف من العلوم، وإلا أجابني بجواب لازلت أتذكره (هو بالتأكيد كتاب جيد في بابه) !!!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى