الرئيسيةالراي

رأي- العرض … والتذاكر .. !!!

* كتب/ عطية الأوجلي،

بتصويت المجمع الانتخابي وتأكيده على نتائج الانتخابات الأمريكية، والمصادقة المرتقبة للكونغرس الأمريكي عليها في الأسبوع الأول من شهر يناير المقبل، لم يتبق الكثير أمام السيد ترامب لفعله سوى إثارة المشاكل لغيره وجلب السخرية لنفسه…. وتحقير وتهميش التقاليد الديمقراطية في بلاده.

قد تثير هذه الأمور الكثيرين في العالم إلا هو… فهو كبقية الذين يؤلهون أنفسهم… يعشق الخروج عن المألوف وافتعال المواقف والأزمات..

فككل الزعماء النرجسيين… عشق ترامب الأضواء ولفت الانتباه إليه… فمن تسريحة شعره الغريبة.. إلى تصريحاته ومواقفه الأشد غرابة… هاجم القضاة والإعلام وحقر خصومه السياسيين بلهجة غير مألوفة… وأبدى إعجابه بزعماء ديكتاتوريين … لم يتخذ موقفا جادا من انتشار وباء الكورونا في بلاده بل سخر علنا من انطوني فاوتشي مدير المعهد الأمريكي للأمراض المعدية. استثمر مخاوف الناس وشكوكهم لصالحه وبدا في معظم الأحوال غير مدرك أو غير مهتم بنتائج أعماله… أو تأثيرها على سلامة المجتمع الأمريكي ونظامه السياسي.

وهو كغيره من الذين يعشقون أنفسهم… قسم الناس في هذا العالم إلى صنفين فقط … أما معه أو ضده. لا وجود لمحايدين في عالمه … ولا وجود لتعدد الآراء أو احترام لوجهات النظر أو للحلفاء … انعكس ذلك في عدد الوزراء الذين أقالهم بل وأهانهم بشكل علني.. وفي إهاناته التي امتدت الى حكام أوروبا وكندا حلفاء امريكا التقليدين الذين وبخهم بشكل علني … لم يهتم بنصائح مستشاريه ووزارئه.. إنه يؤمن كما صرح ذات مرة لإحدى المجلات “..العرض هو ترامب… وقد نفذت التذاكر”..

 

بدأ الرجل حياته السياسة بأكذوبة أن باراك أوباما ليس أمريكي الجنسية وأن شهادة ميلاده مزورة.. وأنهى حياته السياسية بأكذوبة أخرى.. بأنه قد نجح في الانتخابات وأن النتيجة مزورة …

قد يكابر ويتعامى عن الحقائق لفترة… ولكنه سيدرك في نهاية المطاف… أن التذاكر هذه المرة لم تنفذ كلها… وأن العرض توقف.. والأنوار قد أطفئت.. ولم يعد للمهرج من دور.. سوى الانزواء إلى مكان منعزل.. وبارد.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى