الرئيسيةالراي

رأي- الأصل الإلهي للمعرفة

* كتب/ هشام الشلوي،

رُمز في الثقافة الغربية إلى المعرفة بسرقة النار، وتأتي الحكاية من أن بروميثيوس خالق البشر في الأساطير اليونانية أراد تسليح مخلوقاته البشرية بما يساعدهم على الحياة، فسرق النار المقدسة التي تمثل العلم والمعرفة من جبل الأولمب ومنحها لأبناء أثينا.

“واليوم ترمز الشعلة التي يحملها الرياضيون في افتتاح دورات الألعاب الأولمبية إلى شعلة النار التي سرقها بروميثيوس من الآلهة ناقلاً إياها إلى الأرض” (1) من مقال يُمن حلاق على موقع عربي بوست بعنوان: سرق شعلة من نار الآلهة، فعاقبته بنسر يأكل كبده كل مساء، من هو بروميثيوس وما علاقته بالخواتم والألعاب الأولمبية؟

ومن هنا بدأت المعرفة في اليونان الأب الروحي للفكر الغربي الحديث بالانفصال عن المتجاوز والمتعالي، فهي آلهة تضن بها على بني البشر وتخشى أن يتحداهم البشر بتلكم المعرفة.

في الإسلام بدأت المعرفة بتعليم سيدنا آدم عليه وعلى نبينا وسائر أنبياء ورسل الله الصلاة والسلام، هي الأخرى بمصدر إلهي، لكن بمنحة ربانية وليس بسرقة (وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا) الآية 31 من سورة البقرة.

فنزل سيدنا آدم عليه الصلاة والسلام بالمعرفة والهداية، لأنهما جناحا استمرار البشر في سلام ووئام في البدايات ونجاح النهايات، فالهداية ترّشد المعرفة، والأخيرة تباركها الهداية.

وعندما علّم الله سبحانه وتعالى سيدنا آدم عليه الصلاة والسلام الأسماء كلها، وأنزله إلى الأرض مزودا إياه بالهداية الربانية، نقل سيدنا آدم هذه المعرفة إلى ورثته من أبنائه جيلا بعد جيل، التوحيد مع المعرفة، والمعرفة مع التوحيد لا ينفصلان، وإذا ما حدث انفصال، ينبه الله البشر إلى أصلهم الأول بإرسال نبي أو رسول يعود بالبشر إلى الأصل الأول والمعرفة الأولى.

وما نراه اليوم من معارف وعلوم ينكر كثير من البشر نسبتها إلى الخالق عز وجل، ما هي إلا خبرات تراكمت بعضها فوق بعض، بدءا من سيدنا آدم عليه الصلاة والسلام، وانتقلت عبر آلاف السنين.

لذا، أجد نفسي رافضا لكل نظرية تقول بوحشية الإنسان في عصوره الأولى وفساد عقله وقلة حيلته وهوانه على الكون، وأن أي أسطورة اخترعها الإنسان جاءت كنتيجة منطقية وطبيعية من انفصال تسديد الوحي للمعرفة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى