اخبارالرئيسيةعيون

تقارب بين “باشاغا وحفتر”.. ما علاقته بالحكومة الجديدة؟

عربي 21-

لوحظ مؤخرا حالة من التقارب والتفاهم بين وزير الداخلية الليبي الأسبق والمرشح الرئاسي، فتحي باشاغا وبين ساسة وعسكريي الشرق الليبي على رأسهم اللواء خليفة حفتر ونجله صدام ما أثار بعض الأسئلة حول سر هذا التقارب وعلاقته بصفقات حول تشكيلة الحكومة الجديدة حال تمت.
ووصل باشاغا إلى شرق البلاد والتقى بعض المسؤولين هناك تمهيدا لتقديم أوراقه لرئاسة الحكومة الجديدة، في حين تم منع المرشح لرئاسة الحكومة الجديدة أيضا، إسماعيل الشتيوي من دخول شرق ليبيا والوصول إلى طبرق لتقديم أوراق ترشحه.
“دور نجل حفتر”
وقال الشتيوي فور منعه من دخول الشرق الليبي إن “صدام نجل خليفة حفتر هو من وراء منعه، وأنه تواصل مع رئيس البرلمان، عقيلة صالح لحل الأزمة لكن عقيلة رد عليه بقوله “الله غالب” أي لا يملك له شيئا”، مشيرا إلى أن “هناك تحركات لفرض شخصية ما على رئاسة الحكومة الجديدة ومنعه من الترشح”، وفق قوله.
في المقابل، قامت الكتيبة 166 التابعة لصدام حفتر بتأمين المرشح لرئاسة الحكومة الجديدة، فتحي باشاغا وتنسيق تحركاته ولقاءات مع مسؤولين وأعيان في الشرق الليبي، ما فسره البعض بوجود صفقة بين باشاغا وحفتر بخصوص السيطرة على الحكومة الجديدة.
“صفقة برعاية مصرية”
من جهته قال الضابط من الشرق الليبي عقيد سعيد الفارسي إن “ما يتم الآن من منع الشتيوي والسماح لباشاغا وتأمينه هو تنفيذ لصفقة تمت في القاهرة المصرية بين الأخير ونجل حفتر من أجل إيصال باشاغا لرئاسة الحكومة الجديدة ومن ثم يحقق حفتر وعقيلة مصالحهما”.

وأشار في تصريحات لـ”عربي21″ إلى أنه “تم اختيار باشاغا ودعم الصفقة من قبل الدولة المصرية كونه الشخص الذي يستطيع دخول طرابلس ولو بقوة السلاح ولو مُنع ستقوم حرب في الغرب الليبي وانقسام في مدينة مصراتة مسقط رأسه، أما المجتمع الدولي ومواقفه فأعتقد أنه سيكون له رأي مغاير عن التوجه المصري الذي يريد إبعاد تركيا عن إقليم برقة بعد التقارب المتسارع بين الطرفين مؤخرا”، وفق قوله.
“رجل الحرب والسلام”
في حين قال المحلل السياسي المؤيد لباشاغا، أحمد بوعرقوب إن “اجتماع مرشحي الرئاسة الذي عقد في مدينة بنغازي مؤخرا خرج بتفاهمات أبرزها التأكيد على عدم استخدام القوة لفرض واقع سياسي وكذلك انتهاء ولاية حكومة الوحدة الوطنية في 24 ديسمبر الماضي وضرورة إجراء الانتخابات في أقرب وقت ممكن بعد رفع القوة القاهرة التي تحدثت عنها مفوضية الانتخابات”.
وأضاف في حديثه لـ”عربي21″ أن “فتحي باشاغا يوصف في الغرب الليبي بأنه رجل الحرب والسلام لما له من ثقل عسكري وسياسي واجتماعي، وأن قادة الشرق الليبي يعولون على التحالف معه كونه يؤمن بالشراكة في بناء الدولة وهو الشخص الضامن لإقرار أي توافق ليبي ليبي بعيدا عن التدخلات السلبية الأجنبية”، وفق رأيه.
وتابع: “هناك إجماع بين الأطراف الفاعلة على الأرض أن حكومة الدبيبة هي أبرز العوائق أمام إجراء الانتخابات وبالتالي تغيير الحكومة أمر ضروري وهام لتحقيق تقدم حقيقي في ملف الانتخابات” على حد قوله.
“مرشح روسي”
الكاتب الليبي، فرج فركاش رأى من جانبه أن “الأمر لا يتعلق بصفقة معينة لكنه جاء على خلفية فشل إجراء الانتخابات وأيضا من منطلق الخصومة المستمرة بين “القيادة العامة” (حفتر) والدبيبة فيما يخص وزارة الدفاع وتخصيص ميزانية خاصة ودفع ديون مستحقة، ومنع الشتيوي ربما لأنه منافس قوي لباشاغا”.
لكنه بيّن أن “هناك منافسا قويا آخر وهو “أحمد معيتيق” الذي يحظى بدعم روسي بخلاف الفيتو الروسي والإماراتي الذي أوردته بعض وسائل الإعلام على باشاغا، ومهما كان رئيس الحكومة المزمع تشكيلها فهي ستبقى حبرا على ورق إن شُكلت بشكل أحادي فلن تلقى دعما محليا أو دوليا وستؤدي للانقسام”، وفق قوله.

تقاسم السلطة”
وأوضح الإعلامي الليبي، عاطف الأطرش أنه “من المنطقي أن يكون هناك تقارب بين باشاغا وحفتر بعد تأجيل الانتخابات الرئاسية لأجل غير مسمى مع غموض في مستقبل البلاد السياسي والذي يهدف لتقاسم السلطة بين رجل الشرق الليبي القوي والرجل القوي في الغرب”.
وتابع في حديثه لـ”عربي21″: “منع الشتيوي وغيره من المنافسة في رئاسة الحكومة هدفه منع إفساد هذه الصفقة السياسية، لكن يتوقع أن يكون هناك انقسام قوي داخل الغرب الليبي بالذات حيث للدبيبة ثقله بين أنصاره ويمكن جدا تكرار الانقسام السياسي الذي حدث سابقا بين البرلمان والمجلس الرئاسي السابق والذي أنتج حكومتين متناقضتين”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى