اخبارالرئيسيةعيون

تعثر مساعي القاهرة لحل الأزمة الليبية

العربي الجديد-

“لا جديد في نتائج محادثات رئيسي مجلسي النواب والدولة في ليبيا، عقيلة صالح وخالد المشري، التي جرت في القاهرة السبت الماضي”. هكذا قالت مصادر مطلعة على ملف رعاية مصر للمشاورات الليبية.

وأشارت المصادر، متحدثة لـ”العربي الجديد”، إلى أن لقاء القاهرة الذي جمع صالح والمشري، “كان أشبه بمحاولة أخيرة للمّ شمل الطرفين، ودفعهما للاتفاق حول قانون الانتخابات، ومعالجة الخلافات بشأن شروط الترشح إلى الرئاسة الخاصة بمزدوجي الجنسية والعسكريين، إذ يجيز البرلمان ترشحهم، فيما يمنعهم مجلس الدولة”.

وأضافت: “من الواضح أن اللقاء لم يصل إلى أي نتائج جديدة باستثناء دعوة رئيس مجلس النواب للجنة (6+ 6) للعمل بقدر الإمكان لإنجاز مهامها بأسرع وقت”.

القاهرة تسعى لتحقيق تقدم 

وأوضحت المصادر أن “القاهرة من جهتها تسعى إلى تحقيق تقدم في هذا الشأن، على الرغم من رغبتها في تأجيل مسألة إجراء الانتخابات، وذلك لقطع الطريق على المساعي الأممية والدولية الأخرى، والمتمثلة في خطة المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي، لتشكيل لجنة رفيعة المستوى، والتي ترعاها الولايات المتحدة، بالإضافة إلى المساعي الفرنسية لتوحيد القادة العسكريين من شرق البلاد وغربها”.

وقال عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية أيمن سلامة، لـ”العربي الجديد”، إنه “من المستحيل إرساء دستور دائم للدولة الليبية يجابه المتغيرات والتطورات الداخلية، في ظل ما يمكن تسميته باحتلال عسكري أجنبي للدولة، فضلاً عن وجود المليشيات المسلحة المتناحرة”.

وأكد أن “الحديث المتواصل منذ اتفاق الصخيرات برعاية أممية في المغرب عام 2015، عن أن المخرج الوحيد من النفق المظلم في النزاع السياسي والعسكري المستفحل بين الشرق والغرب في ليبيا هو إرساء دستور الدولة، لا يعدو كونه أحلاماً يستحيل تحقيقها في ظل الصراع الحالي”.

بين التسوية السياسية والاتفاق العسكري

من جهته، قال السياسي الليبي ورئيس مجموعة “منحنى الأزمة الليبية” سعد سلامة، في حديث لـ”العربي الجديد”، إن “اللقاء الذي جمع صالح والمشري كان متوقعاً، ولكن ما يحكم الأزمة الليبية الآن 3 مسارات، إما تسوية سياسية عن طريق لجنة 6+6 برعاية المشري وصالح، أو مسار البعثة الأممية عن طريق تشكيل لجنة رفيعة المستوى، أو مسار الولايات المتحدة عن طريق لجنة 5+5 وعقد لقاءات بين قيادات التشكيلات المسلحة شرقاً وغرباً، وهذا الأخير هو المسار الأقوى”.

وأضاف أن “مسار البعثة الأممية، أو المسار الذي ترعاه الولايات المتحدة، يهددان المسار الخاص بالمشري وصالح اللذين يعتقدان بخطورة أي تطور في توافق أو تلاقي المليشيات المسلحة في المنطقة الشرقية والغربية واجتماعات لجنة 5+5، واللقاءات التي تجمع بين رئيسي أركان المنطقة الغربية والشرقية، محمد الحداد وعبد الرازق الناظوري، سواء في روما أو تونس أو ليبيا، وكذلك المسار الذي يقوده باتيلي، من خلال ما يجريه من تواصل مع مختلف شرائح المجتمع والقوى السياسية في ليبيا”.

واعتبر أن “هذا الحراك من خلال الأمم المتحدة أو الولايات المتحدة يشكل ضغطاً كبيراً على المشري وصالح، لأنه يضعف أو يقصي أدوارهما السياسية، فلا حل لديهما إلا عن طريق التوافق، ومحاولة الإنجاز عن طريق لجنة 6+6، رغم ذلك لا أعتقد أنهما قد وصلا إلى حل ملموس من خلال لقائهما بالقاهرة”.

من جهته، رأى الباحث في الشأن الليبي، مدير مركز “بيان” للدراسات نزار كريكش، أن “هناك تباطؤا في حركة لجنة 6+6 لإقرار قوانين الانتخابات، وهناك شعور بعدم أهمية ما يقومون به”.

وأضاف: “أما اجتماع عقيلة صالح وخالد المشري في القاهرة فلا يعني شيئاً، لأنه من المفترض أن تكون اللجنة مستقلة، وتعمل في إطار قانوني خاص بها، لكن الوتيرة التي يتحركون بها سياسية وليست لأشخاص يهتمون بما يحدث في البلاد”. وأضاف أن هناك تأثيرات للاضطرابات الإقليمية والتدخلات الدولية على الأزمة الليبية، فلا يمكن تجاهل الاضطرابات في الخرطوم أو الانتخابات التركية المنتظرة أو عودة فرنسا إلى الملف الليبي.

وقال كريكش، لـ”العربي الجديد”، إن “اجتماع صالح والمشري في القاهرة لم يسفر عن جديد إلا تأكيد ما سبق، وهو النظر في مسار العملية الانتخابية ودعمها، ومنح الدولة المصرية دفعة معنوية بأن لها دوراً قوياً في الملف الليبي وتنظم مقابلات في ليبيا والقاهرة. ولكن ذلك لن يغير من الواقع شيء، فالأزمة الليبية أصبحت دولية، كما السودان، لها عامل في رسم العلاقات بين الدول”.

وأضاف أن “الموقف المصري مهم جداً بالنسبة لعقيلة صالح، وإلى حد ما بالنسبة لخالد المشري، فالتأثير المصري شبه مباشر على صالح، فإذا حدث تغير في الموقف المصري نتيجة للتقارب المصري- التركي، سيصب في مصلحة الدولة الليبية بالتأكيد، ولكن الإشكالية إصرار صالح على تغيير الحكومة”.

وأوضح أن “هذا ملف آخر بحاجة إلى مزيد من الوقت، فهذا نوع من التشتيت عن الملف الأساسي، على عكس المشري الذي يرغب في المضي مباشرة نحو الانتخابات، ويرى أن تغيير الحكومة مسألة معقدة ستؤدي إلى صراعات جديدة”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى