اخبارالرئيسيةعيون

باشاغا يلوح بدخول العاصمة.. مشهد ضبابي في ليبيا و”كلمة الفصل للميليشيات”

الحرة-

لوح رئيس الوزراء الليبي المعين من البرلمان، فتحي باشاغا، بـ”دخول العاصمة الليبية طرابلس” لممارسة مهامه خلال “الأيام المقبلة”، ما أثار التخوفات حول انزلاق البلاد إلى “مرحلة جديدة من عدم الاستقرار”.

ومنذ سقوط نظام القذافي، يسود ليبيا انقسام كبير مع وجود حكومتين متنافستين، الأولى في طرابلس جاءت وفق اتفاق سياسي قبل عام ونصف برئاسة، عبد الحميد دبيبة، الرافض تسليم السلطة إلا إلى “حكومة منتخبة”.

أما الحكومة الثانية فهي برئاسة فتحي باشاغا وقد عينها برلمان طبرق (شرق) في فبراير الماضي ومنحها الثقة في مارس، وتتخذ من سرت في وسط البلاد مقراً موقتاً لها بعد منعها من الدخول إلى طرابلس.

وفي تصريحات لـ”فرانس برس”، قال باشاغا إن “كل الطرق إلى طرابلس مفتوحة”، مضيفاً “تلقينا عدة دعوات إيجابية لدخول العاصمة”، مشيرا إلى أن “القوى التي كانت معارضة دخوله طرابلس تغيّرت مواقفها”، مضيفا أن تلك القوى تريده أن يدخل العاصمة و”سوف يدخلها”.

لماذا الآن؟

ووفقا للباحث في شؤون الشرق الأوسط، فادي عيد، فإن تصريحات باشاغا كانت موجهة لـ”الرأي العام الدولي” في أعقاب عدة زيارات خارجية، وجميعها تحركات تهدف لتأكيد “تصدره المشهد السياسي في ليبيا”.

ويروج باشاغا لنفسه بوصفه “رئيس الحكومة الليبية المختارة عن طريق البرلمان الليبي”، ويمتلك صلات قوية بمليشيات وفصائل مسلحة ما منحه “الثقل السياسي والعسكري في شرق ليبيا”، حسب حديث فادي عيد لموقع “الحرة”.

من جهته يقول الكاتب والمحلل السياسي الليبي، حسن إنذار، إن باشاغا يهدف إلى “فرض السيطرة على العاصمة” لأنها “تضم جميع المصالح الاقتصادية داخل ليبيا”.

وفي حديثه لموقع “الحرة” يقول إنذار إن “باشاغا استطاع جمع القوى المسيطرة على شرق وجنوب ليبيا داخل حكومته”، ويعمل حاليا على “فرض نفوذ حكومته على غرب البلاد، لكن هناك عقبة أمام ذلك”.

ويشير إنذار إلى “قوة الفصائل المسلحة الموجودة داخل طرابلس”، والتي لم تخرج عنها أي تصريحات تؤكد “دعمها لتحركات باشاغا” الهادفة لدخول العاصمة.

وفي منتصف مايو، أعلن باشاغا المدعوم من المشير خليفة حفتر، دخول طرابلس مع حكومته، لكنه انسحب بعد ساعات إثر وقوع اشتباكات في العاصمة بين مجموعتين مسلحتين مواليتين لكل من رئيسي الحكومة وأحبطت محاولته، وفقا لـ”فرانس برس”.

وتدعم مليشيات مسلحة في العاصمة كلا من الدبيبة وباشاغا، ولكن الأخير أكد أن “القوى التي كانت معارضة تغيرت مواقفها وتريدنا أن ندخل إلى العاصمة وسوف ندخل”.

هل يفعلها باشاغا؟

تلك الوقائع تطرح عدة تساؤلات، فما الذي اختلف عما حدث في “مايو”، وهل تستطيع “حكومة باشاغا” دخول العاصمة هذه المرة؟

يري إنذار أن “المليشيات ستكون لها الكلمة العليا في ذلك”، وفي حال “تواصل وتوافق” باشاغا مع تلك المليشيات، فقد يستطيع دخول العاصمة الليبية.

وسيحاول باشاغا دخول العاصمة من جديد “مستندا على صلاته بمليشيات داخل طرابلس”، وفي محاولة لـ”تصدر المشهد الإعلامي”، لكن نجاح في ذلك يتوقف على سماح بعض التحالفات السياسية داخل ليبيا له بذلك، وفقا لرأي عيد.

ويؤكد عيد “تعقد وضبابية المشهد”، في ظل عدم وجود قوى سياسية داخل ليبيا، مشيرا إلى “تحالف بين أنصار القذافي وجماعة الإخوان المسلمين من جانب، وقوة عسكرية واقتصادية لدى الدبيبة، ونفوذ لدى “باشاغا”.

تحذيرات ومخاوف

تلك الوقائع تثير سؤالا جديدا، حول “التداعيات المرتقبة للتصعيد السياسي المتوقع في البلاد في حال إقدام باشاغا على دخول العاصمة الليبية”.

وتعاني ليبيا من “صراع طويل الأمد”، في ظل “جمود سياسي بالبلاد”، وهو ما يثير تخوفات خبراء من تداعيات سلبية مستقبلية خطرية، وفقا لـ”معهد الولايات المتحدة للسلام”.

فيما حذر تقرير لـ”الأمم المتحدة” من تدهور أوضاع حقوق الإنسان في ليبيا، على أثر الصراع المستمر داخل البلاد، مشيرا إلى “حالة يرثى لها في مجال حقوق الإنسان”.

وفي حديثه لـ”فرانس برس”، استبعد باشاغا سيناريو الحرب الأهلية، لكن فادي عيد يشير إلى “عواقب وخيمة لمحاولة باشاغا دخول طرابلس”، متوقعا وقوع “كارثة بين المدنيين”، خاصة في ظل رفض الدبيبة الخروج من المشهد السياسي.

واعتبر عيد أن هناك تصعيد مرتقب “ينذر بعواقب وخيمة على الشعب الليبي”، واتفق معه في ذلك الرأي إنذار، مؤكدا أن “المواطن الليبي” سيدفع فاتورة ذلك التصعيد.

ويسعى الساسة وميليشياتهم العسكرية إلى “الحفاظ على مكاسبهم السياسية والاقتصادية بأي ثمن”، ونتيجة ذلك يسود ليبيا حاليا صراع “نفوذ سياسي واقتصادي” طويل الأمد، ما يفاقم الأزمة داخل البلاد، وفقا لرأي إنذار.

ويرى إنذار أن الشعب الليبي هو “الغائب الحاضر في تلك المعضلة”، ولذلك من الصعب التكهن بنتيجة الصراع الممتد داخل البلاد.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى