اخبارالرئيسيةعربي ودولي

الانتخابات الرئاسية الأميركية تتأرجح على “حزام الصدأ”

الحرة-

عقد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الاثنين، ثلاث تجمعات انتخابية في يوم واحد، تحسبا لانتخابات الثالث من نوفمبر الجاري، بينما يتطلع إلى تقليل العجز في عدد من الولايات الشمالية الرئيسية التي كان لها دور فعال في فوزه بالرئاسة قبل أربع سنوات.

وفي إحدى المناسبات العامة التي أقيمت في منطقة ألينتاون، قال ترامب مخاطبا أنصاره “فوزنا ببنسلفانيا، يعني فوزنا بكل شيء”.

ويبدو أن حملة ترامب تركز جهودها للأسبوع الأخير على إعلان “حزام الصدأ” الذي تمكن من قلبه في عام 2016، وحول مناطق التصويت للديمقراطيين تقليديًا إلى انتصارات جمهوريين.

وسيكون قلب النتائج مرة أخرى أمرًا حيويًا لآمال جو بايدن في أن يصبح الرئيس القادم للولايات المتحدة.

وذلك بالضبط سر تنقل المرشح الديمقراطي، جو بايدن، إلى ولاية بنسلفانيا، التي تعد أكثر الولايات تأرجحا خلال الحملة الانتخابية، وفقا لما أشار إليه مقال للصحفي ويليام غيتينس.

وفي 2016، تمكن ترامب من الاستفادة من السخط المتزايد بين ناخبي الطبقة العاملة للتغلب على المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، لكن بايدن ولد في سكرانتون بولاية بنسلفانيا ويأمل أن يكون ذلك دافعا له.

ما هي ولايات حزام الصدأ؟

ولايات حزام الصدأ هي مجموعة من الولايات الشمالية الصناعية تقليديًا والتي عانت من تباطؤ اقتصادي منذ الثمانينيات.

لقد أدى إلغاء التصنيع والاستعانة بمصادر خارجية للعديد من وظائف “الياقات الزرق” في الخارج إلى ترك تلك الولايات في حالة من التدهور، وهو ما أكسبها اسم “حزام الصدأ” إشارة إلى المصانع التي هجرها العمال وباتت عرضة للصدأ.

 

وعلى الرغم من عدم وجود تحديد جغرافي رسمي لهذه الولايات، يشار عادةً إلى أن حزام الصدأ يمتد من وسط ولاية نيويورك، ويمر غربًا عبر بنسلفانيا وأوهايو وماريلاند وإنديانا.

وتكمّله الأجزاء الجنوبية من ميشيغان وشمال إلينوي وشرق أيوا وجنوب شرق ويسكونسن.

وعُرفت هذه المناطق تاريخيًا باسم الحزام الصناعي أو الحزام الفولاذي حيث انتعشت خلال فترة الازدهار الاقتصادي، لكن السنوات الأربعين اللاحقة تسببت في خسائر فادحة في تلك المناطق.

لذلك، فإن ناخبي حزام الصدأ حريصون على التغيير.

كيف صوتت دول حزام الصدأ في عام 2016؟

جزء كبير من الانتصار المفاجئ لدونالد ترامب في عام 2016 كان تكسيره لـ “الجدار الأزرق” (أي التأييد للحزب الديمقراطي) في الشمال الشرقي والغرب الأوسط الذي كان يصوت تقليديًا للديمقراطيين.

وشهدت ميشيغان وبنسلفانيا خمسة انتصارات متتالية للديمقراطيين وصوتت ولاية ويسكونسن باللون الأزرق لسبع انتخابات رئاسية على التوالي.

 

واعتبر الكثيرون أن “الجدار الأزرق” لا يمكن اختراقه.

وكان يُنظر إلى تلك الولايات على أنها انتصارات ديمقراطية آمنة لدرجة أن كلينتون بالكاد نظمت بضع تجمعات هناك خلال حملتها في 2016.

بينما عقد ترامب خمسة تجمعات ضخمة في ولاية ويسكونسن وحصل على أصوات الهيئة الانتخابية العشرة في الولاية.

كما تمكن الرئيس من قلب ولايات ميشيغان وأوهايو وبنسلفانيا، التي تعد ثاني أهم ولاية متأرجحة بعد فلوريدا.

كيف ستصوت دول حزام الصدأ في 2020؟

الأرقام اليوم، تبدو أكثر صعوبة بالنسبة لترامب هذه المرة، إذ وضعت استطلاعات الرأي الأخيرة التي أجرتها وكالة رويترز المرشح بايدن متقدمًا في بنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن، بينما يتأرجح المرشحان حاليًا في أوهايو.

ومع ذلك، تمكن ترامب من إرباك منظمي استطلاعات الرأي في عام 2016 وكان تقدم بايدن الكبير على مستوى الدولة في استطلاعات الرأي أضيق بالتأكيد في كل ولاية من ولايات حزام الصدأ.

وبحسب متابعين فإن ما يمكن أن يجعل عام 2020 مختلفًا هو المرشح نفسه، إذ أن مولد جو بايدن في سكرانتون بولاية بنسلفانيا، قد يلعب لصالحه، ورغبة منه في عدم تكرار أخطاء هيلاري كلينتون، ركز بايدن حملته هناك بطريقة لم يفعلها أي مرشح ديمقراطي سابقا.

وعمد ترامب إلى اتهام بايدن مرارًا وتكرارًا بالتخطيط لتدمير صناعة التكسير الهيدروليكي في المنطقة، مشيرًا إلى اعتراف بايدن نفسه خلال المناظرات الرئاسية بأنه يعتزم التخلي عن الوقود الأحفوري.

وفي الوقت ذاته يرى بعض المحللين أن الوعود التي أطلقها ترامب لتحسين الأوضاع الاقتصادية لسكان تلك الولايات لم تنفذ.

ومع استمرار العواقب الاقتصادية لفيروس كوفيد-19 على الانتخابات، فإن أي تهديد لسبل عيش الناس يمكن أن يكون عاملاً حاسماً.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى