الراي

رأي- رسالة كورونا إلى قادة العالم

* كتب/ هشام الشلوي

 

إيطاليا وإسبانيا وبريطانيا، بها أهم ثلاثة دوريات عالمية لكرة القدم، سنويا تُصرف المليارات على شراء اللاعبين وحقوق البث، ناهيك عن المليارات الأخرى التي ينفقها العالم على تعبئة أوقات الفراغ، مليارات تجنيها سنويا هوليوود ونظيرتها بوليوود.

ينفق العالم على أدوات الجنس وطرق تقويته والتفنن فيه مليارات أخرى.

 

كل ذلك وداخل هذه الأنظمة الاستهلاكية يعيش مئات الآلاف إن لم يكن الملايين، من المشردين والعاجزين والضعفاء غير المستفيدين من أدوات وميوعة هذا النظام.

 

الطب حولته الرأسمالية إلى فندقة الخمس نجوم، وأضحت المسافة بينه وبين الأنسنة بعيدة بشكل مفزع، حيث كشف فيروس كورونا عن مدى ضعف الدول الصناعية الكبرى، كشف أن المال يتوجه في العالم إلى الرفاهية الفاحشة، في حين يموت الضعفاء بسب ضعف الأنظمة الصحية، والتركيز على الطبقات الثرية في العلاج والرعاية الصحية.

الفيروس يوجه رسالة، مفادها إن لم يتعقل العالم ويجلس قادته وحكماؤه لتدارك هذا الخلل ليس فقط بين الشمال والجنوب، بل داخل الشمال نفسه، فالهلاك هو مصير الجميع.

كورونا يقول إن الاستمرار في الترشيد والعقلنة وغياب مفاهيم الدين بما فيه من قيم الرحمة والتراحم، لن يؤدي إلا إلى مزيد من الصدع الكوني وهلاك الكرة الأرضية.

كورونا رسالته واضحة إلى قادة العالم وأثريائه وصناع سياساته، أنه لا ملجأ ولا منجا لأحد، وستتحولون إلى هدف مشروع، إن لم تغيروا سلوككم وأنماط وطرق تفيكركم.

كورونا يؤكد كل دقيقة قدرته على إعادة الرشد الذي فقدته الأرض، وتحويلها إلى معتقل كبير، يصبح فيه الإنسان بكل أدواته عاجز وفي حيرة قاتلة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى