الرئيسيةالراي

رأي- ترانزيت بين الزنيقة وجينيف

* كتب/ أنس أبوشعالة،

أتابع أخبار الحوارات “السياسية” التي تجري في جينيف السويسرية والزنيقة المغربية، وكلي آذان صاغية للأخبار هنا وهناك عن أي تطورات إيجابية كفيلة بانتشال الوطن من أوحال الصراع والشقاق ..

الغريب الذي لا أستغربه من خلال تجربتنا المريرة أن الحوارات والنقاشات والمشادات لم تتطرق إطلاقاً لبرامج “علاجية” للأزمة الليبية، ولاحظ معي أخي القارئ خلو الأخبار والتصريحات من جميع الأطراف من أي برامج أو مشاريع أو رؤى أو مقترحات لحلول الأزمة التي يعيشها المواطن، وانحصار الأزمة في التناوب على غنيمة السلطة وحلب ضرع الدولة الذي يتهافت عليه المتهافتون دون كلل أو ملل ..

سيدي المواطن لا تطلق العنان لأحلامك وأمانيك، وتظن بأن التوافق سيرجع عليك بفائدة، فأنت خارج الحسابات حالياً.. التوافقات مرتبطة بالمناصب والتعيينات والتكليفات، وتوزيع الأنصبة وفق معادلات معقدة جداً جداً، فيها الجهوية والأيديولوجية والقبلية والأمر الواقع، والصدفة و البزنس، وغيرها من المعطيات، وجميعها تصب في مصلحة المتحاورين في الزنيقة وجينيف ..

أما الكهرباء والماء والسيولة والصحة والمواصلات والتعليم فهذا محتاج لخطط ودراسات واستراتيجيات وخبرات محلية ودولية، تعمل وفق أصول ومعايير علمية دولية متفق عليها، كاتفاقنا على شروق الشمس صباحاً وغروبها مساءً، وكل هذه المسلمات محتاجة (فضوة،، والجماعة بصراحة ما عندهمش وقت يضيعوه لصالح عزوز مش لاقية معاش الضمان، ولو نزل ما تلقاش سيولته، ولو لقت السيولة في المصرف بالدعاك ستصاب بالكورونا، ولو أصيبت ممكن تصح بسهولة لكن لا كهرباء ولا ماء ولا مستشفيات ولا دواء، وبالتالي العزوز ميته ميتة.. عايشة بالعازة والشر، أو ميتة بالكورونا بلا مفر، وخيار الموت أرفق من خيار الحياة في بلادنا!)..

بطريقة مبسطة لما تلعب بدون خطة وتطلب من كل شارع يرشح لاعب للمنتخب ممكن تلقى عندك محصلة من 11 حارس مرمى، أو من فريق كله من المهاجمين بدون أي حارس للمرمى، أو حتى مدافع، وهذه حسب ترشيحات المتحاورين التي لا تقيدها استراتيجية عمل و برنامج إصلاح (تنفيذي خدمي سياسي) فالغاية تكمن في المشاركة في الفريق و ليس الفوز بالمباراة أو البطولة، ولا توجد خطة أصلاً للعب..

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى