اخبارالرئيسيةفضاءات

مهندس ليبي مقيم بكندا يقدم حلولاً لتردي البنية التحتية لمصراتة

أبوسنينة: البنية التحتية في مصراتة مصممة منذ سبعين عاما ولا تستوعب النمو السكاني الحالي

الناس-

المهندس “عمر أبو سنينة” طالب دكتوراة في إحدى الجامعات الكندية، في مجال  البنية التحتية ومعالجة المياه، وموظفاً في إحدى الشركات الكندية المتخصصة في المجال، انتهزت “الناس” فرصة وجوده في مصراتة لقضاء إجازته السنوية لتلتقيه

وفيما يتفق ضيفنا مع القائل بتهالك الشبكة الحالية وافتقارها للكفاءة المطلوبة لتجاوز عمرها سبعة عقود، يرى إمكانية تحسينها من خلال شركات متخصصة، متحدثاً عن أكبر التحديات التي تواجه البنية التحتية اليوم.

وقال في معرض حديثه أن ندرة المياه بالإمكان تعويضها عبر البحث عن حلول أخرى بينها استغلال مياه الأمطار بدلاً من إنشاء محطات التحلية التي تتطلب استثمارات ضخمة، فإلى نص الحوار (…)

 

التقاه: عبدالعزيز عيسى

 

 بداية، ما تقييمك للبنية التحتية في مصراتة، وهل بالإمكان تقويمها سواء من شركات ليبية أو أجنبية؟

بالنسبة للبنية التحتية المتعلقة بشبكات تصريف مياه الأمطار، فإن الشبكة الحالية التي يتجاوز عمرها 70 عامًا، تُعتبر متهالكة وتفتقر إلى الكفاءة المطلوبة، مما يجعلها بحاجة إلى تطوير شامل، وبالإمكان تحسينها وزيادة كفاءتها من خلال شركات محلية أو أجنبية، شريطة وجود دراسات هندسية دقيقة وخطط تنفيذية واضحة.

ينبغي استغلال مياه الأمطار لتجنب استنزاف المياه الجوفية وستكون أقل تكلفة من محطات التحلية

ماذا عن أبرز التحديات التي تواجه مشروعات البنية التحتية اليوم؟

يتمثل أكبر عائق أمام تطوير مشروعات البنية التحتية في التحديات المالية والاستثمارية، إلى جانب غياب الدراسات الأولية اللازمة لتقييم شبكات تصريف مياه الأمطار الحالية، ضف إلى ذلك هناك نقص في البيانات التي تحدد مناطق تغطية الشبكة والمناطق التي تحتاج إلى شبكات جديدة، مما يؤدي إلى ضعف التخطيط واتخاذ قرارات غير مدروسة، أما التحدي الثاني فهو غياب التخطيط المستقبلي، حيث لا توجد خطط واضحة لإدارة وتطوير الشبكة الحالية بشكل تدريجي لتحسين سعتها وكفاءتها، هذا القصور في التخطيط يجعل من الصعب مواجهة التغيرات المناخية، وزيادة الضغط العمراني على البنية التحتية.

 

هل كانت البنية التحتية في مصراتة غير مصممة لاستيعاب التعداد السكاني الحالي؟

نعم، هذا صحيح إلى حد كبير، فقد تم تنفيذ جزء كبير من الشبكة الحالية في آواخر الخمسينيات، مع التوسعات بين عامي 1970 و1980، مما يعني أن عمرها يتجاوز 70 عامًا، لم تكن هذه الشبكة مصممة لاستيعاب الامتداد العمراني الحالي، حيث كانت العديد من المناطق السكنية اليوم عبارة عن أراضٍ زراعية أو غير مأهولة في السابق

بالإضافة إلى ذلك، أدت التغيرات المناخية إلى زيادة كميات الأمطار وشدتها، مما فاقم مشكلة تجمعات مياه الأمطار، لذلك أصبح من الضروري تطوير الشبكة الحالية لاستيعاب التغيرات في استخدام الأراضي والتغيرات المناخية المتسارعة.

في لقاء سابق أجرته الصحيفة، نفى مسؤول بالشركة العامة للمياه وجود أي مختنقات داخل الشبكة والتي تمثل 25٪ من المدينة، وأن المختنقات تركزت خارج الشبكة والتي تمثل 75%‎ من المدينة لافتقارها للبنية التحتية، ما تعليقك؟

لا أعتقد أن شبكة عمرها يتجاوز 70 عامًا قادرة على استيعاب كميات الأمطار المتزايدة، خاصة مع التغيرات العمرانية والكثافة السكانية الحالية، فضلًا عن التغيرات المناخية التي زادت من معدلات وشدة هطول الأمطار، حتى لو كانت بعض الاختناقات خارج نطاق الشبكة الحالية، فإن ذلك يشير إلى ضرورة توسيع الشبكة وتطويرها، وليس الاكتفاء بالوضع القائم

 

لا تزال المدن الكبرى في ليبيامن بينها مصراتةتعتمد على مياه البحر كمصدر للشرب والري ونحو ذلك، دون الاهتمام بإمكانية معالجة مياه البحر عبر محطات المعالجة والتحلية، ما هي رؤيتكم لهذا الجانب؟

إن تنويع مصادر المياه أمر بالغ الأهمية لضمان الاستدامة، وتجنب استنزاف المياه الجوفية، التي يجب أن تكون الملاذ الأخير للدول عند مواجهة ندرة المياه، ونظرًا لأن إنشاء محطات تحلية مياه البحر يتطلب استثمارات ضخمة، فمن الضروري البحث عن حلول أخرى، مثل استغلال مياه الأمطار، حيث يمكن معالجتها وتخزينها أو إعادة ضخها في خزانات المياه الجوفية، وإن تحقيق ذلك يتطلب تطوير شبكات تصريف مياه الأمطار بحيث تتمكن من جمع كميات أكبر من المياه والاستفادة منها، بدلًا من فقدانها في تجمعات مياه الأمطار أو تصريفها دون استغلال

غياب التخطيط المستقبلي يعيق تطوير مشروعات البنية التحتية

ماهي الدراسات الأولية المطلوبة للوضع الحالي لتجمعات مياه الأمطار داخل الطرق في مصراتة؟

لمعرفة أسباب تجمعات مياه الأمطار الطرق في مدينة مصراتة، يجب البدء بدراسة شاملة للعوامل الرئيسية المسببة في تجمعات المياه، تشمل هذه العوامل شدة هطول الأمطار، حالة البنية التحتية لشبكات التصريف وقدرتها على استيعاب كميات المياه، بالإضافة إلى تأثير التغير المناخي.

كما أنه من الضروري إعداد خريطة دقيقة لمناطق تجمعات مياه الأمطار من خلال محاكاة الوضع الراهن باستخدام برامج مثل :   HEC-HMS، HEC-RAS، وArcGIS, InfoWorks ICM، هذه الأدوات تقدم تحليلاً دقيقًا لتجمعات مياه الأمطار داخل المدن بالاعتماد علي عدة عوامل تشمل الهيدرولوجيا، الهيدروليكا، الغطاء النباتي، تضاريس الأرض، المنخفضات الطبيعية، استخدامات الأراضي. Bottom of Form

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى