تفاصيل مباحثات أمريكية روسية بأنقرة.. لماذا سقطت أوكرانيا؟
عربي 21-
نجحت جهود وكالة المخابرات الوطنية التركية “ميت”، في استضافة اجتماع غير معلن في العاصمة أنقرة، بين مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه)، ويليام بيرنز، ونظيره في الاستخبارات الروسية، سيرجي ناريشكين.
ويعتبر الاجتماع الأول من نوعه بين القطبين العالميين (الولايات المتحدة وروسيا) منذ بدء الحرب الأوكرانية في 24 فبراير الماضي، رغم أن الاتصال بين الجانبين لم يتوقف لا سيما فيما يتعلق “بإدارة المخاطر وتحديدا المتعلقة بخطر حدوث هجوم نووي أو زعزعة الاستقرار الاستراتيجي”.
ونقلت وكالة “الأناضول” عن مسؤول في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض (لم تسمه) قوله إن لقاء بيرنز مع ناريشكين هدفه نقل رسالة بشأن عواقب استخدام روسيا للأسلحة النووية ومخاطر التصعيد على الاستقرار الاستراتيجي، إضافة إلى طرح قضيتي المواطنين الأمريكيين المحتجزين في روسيا ميركوري بريتني غراينر وبول ويلان.
وأكد متحدث في البيت الأبيض لمجلة “نيوزويك” أن الجانب الأمريكي والروسي لم يتطرقا إلى “مسألة تسوية الحرب في أوكرانيا”، مشيرا إلى عدم إجراء مفاوضات من أي نوع بين الجانبين من دون وجود أوكرانيا.
بدورها قالت صحيفة “يني شفق” التركية، إن الاجتماع الأمريكي الروسي في أنقرة جرى برعاية الاستخبارات التركية، مشيرة إلى أن الاجتماع تم بطلب من الجانب الأمريكي.
ولفتت الصحيفة إلى أن أنقرة اكتسبت أهمية في نظر موسكو بحيادها وسياساتها لحل المشكلات في الحرب الروسية الأوكرانية، مضيفة: “روسيا تعتبر تركيا دولة محايدة تساهم في حل المشاكل رغم كونها دولة عضوا في الناتو”.
من جانبه، اعتبر رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية فخر الدين ألطون، اللقاء بين جهازي الاستخبارات الأمريكي والروسي في العاصمة أنقرة، بمثابة إضافة جديد للإسهامات المهمة لتركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان في السلام العالمي.
وقال ألتون لوكالة “أسوشيتد برس”، إن اللقاء تناول التهديدات على الأمن العالمي على رأسها استخدام الأسلحة النووية، مشيرا إلى أن بلاده التي جمعت في السابق وزيري خارجية أوكرانيا وروسيا وتوسطت في اتفاقية الحبوب، ستواصل التفاوض مع جميع الأطراف من أجل السلام ولن تتردد في أخذ زمام المبادرة في هذه المرحلة.
بدوره، أكد المتحدث باسم “الكرملين” دميتري بيسكوف، أن محادثات مديري المخابرات الروسية والأمريكية التي جرت في أنقرة جاءت بطلب من الجانب الأمريكي، دون الكشف عن موضوع المحادثات.
وأشار بيسكوف إلى أن “الكرملين لا يعتزم الإفصاح عن محتوى المفاوضات الروسية الأمريكية”.
ومع استمرار الحرب الأوكرانية وغياب أي حل دبلوماسي، أثار الرئيس جو بايدن وإدارته مرارًا مخاوف بشأن الخطاب النووي الذي يستخدمه نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
واتهم الكرملين بدوره البيت الأبيض بتبني مواقف خطيرة من خلال زيادة المساعدات العسكرية لأوكرانيا والسعي لإضعاف روسيا استراتيجيًا.
وكانت أنقرة الوسيط الأكثر نشاطا بين كييف وموسكو منذ الحرب الأوكرانية، حيث تمكنت تركيا من إقناع الطرفين بالتوقيع على اتفاق لتصدير الحبوب، مما خفف من أزمة الغذاء العالمية التي أثارها الصراع وتمكنت من تأمين عودة روسيا إلى الاتفاقية في وقت سابق من هذا الشهر بعد انسحاب الكرملين في البداية بسبب هجوم بطائرة بدون طيار ضد أسطول البحر الأسود الروسي.