الاخيرة

هل نعيش كي نعمل أم نعمل كي نعيش؟ سؤال يطرحه فيلم وثائقي برازيلي

 

 

(رويترز)- فوق التلال في شمال شرق البرازيل النائي ببلدة توريتاما تسمع صوت ماكينات الحياكة في عاصمة الجينز حيث يعمل الناس طول اليوم لإنتاج سراويل الدنيم..

أثار ذلك اهتمام المخرج مارسيلو جوميز عندما زار البلدة..

يتذكر جوميز من طفولته البلدة الهادئة التي كان بالإمكان سماع صوت سقوط الإبرة بها لا صخب الصناعات المنزلية السائدة اليوم في البلدة التي يقطنها 40 ألفا.

وفي فيلمه الوثائقي الذي عرض في مهرجان برلين يحلل جوميز الطريقة التي يعيش بها سكان البلدة ويتساءل ما إذا كانوا يعملون من أجل المال أم من أجل متعة العمل.

وقال جوميز لرويترز ”عندما وصلت إلى هناك، قلت ’يا إلهي! هذه تبدو مثل إنجلترا خلال الثورة الصناعية!‘“. إلا أن سكان البلدة مبتهجون دائما في الفيلم وهم يحيكون السحابات أو مئات الجيوب.

وقوضت الحكومات البرازيلية المتعاقبة قوانين حماية العمال من الاستغلال وأرغمت الكثير منهم على العمل ساعات طويلة مقابل أجر أقل. إلا أن الحائكين في توريتاما لا يشعرون بأي مشاكل إذ أنهم يعملون لحسابهم.

قال جوميز ”لديهم مصانعهم الخاصة، هم الملاك والعمال“.

تحكي الحائكات في الفيلم بسعادة عن السنتات التي يحصلن عليها مقابل كل قطعة.

إلا أن جوميز، وهو الراوي أيضا في الفيلم، لا يخفي تشككه ويتساءل ما إذا كان هؤلاء الأشخاص لديهم حتى الوقت كي يتساءلوا إذا كانوا سعداء.

ويتساءل ”تمضي نحو 15 أو 16 ساعة في العمل. ماذا عن حياتك؟ ماذا عن أبنائك؟ سألتهم طول الوقت ولكنهم كانوا سعداء جدا لأنهم الملاك… هل الطمع شيء جيد؟“.

وفي نهاية الفيلم يأتي الكارنفال..

تبيع الأسر كل ممتلكاتها من ثلاجات وماكينات حياكة لجمع المال اللازم لقضاء عطلة على الشاطئ. ولثمانية أيام تصبح البلدة خالية تماما كما يتذكرها جوميز من الطفولة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى