الرئيسيةثقافة

في ذكرى رحيل أم كلثوم

زارت أم كلثوم ليبيا في مارس 1969 قبل اندلاع الفاتح من سبتمبر بخمسة أشهر، ولقد قال ذات مرة القذافي أنه فكر في أن يجعل ثورته تندلع أثناء حفلة أم كلثوم، لأن جميع مسؤولي النظام الملكي كانوا في الحفلة، وبالتالي يسهل القبض عليهم والسيطرة على البلاد، لكنه غير خطته في آخر لحظة.

* كتب/ إبراهيم حميدان،

لم يكن القذافي من عشاق أم كلثوم، بل كتب مرة يقول (إن أغانيها تساهم في تخدير الجماهير العربية) ولقد قيل هذا الكلام من بعض الصحفيين عقب هزيمة يونيو 67 مباشرة، وهو كلام سطحي ساذج، لم أجد من يكرره بعدها سوى القذافي الذي منع أغاني أم كلثوم وكافة الأغاني المصرية وكذلك الأفلام والمسلسلات والبرامج المصرية في التلفزيون والراديو، مطلع الثمانينات، وهذا الأمر كان في صالح التلفزيون والإذاعات التونسية التي راح يتابعها الجمهور الليبي، بحثا عن الأعمال الفنية المصرية، بالإضافة إلى متابعة الإذاعات المصرية المسموعة.

وازدهرت في تلك المرحلة تجارة أشرطة الكاسيت وأشرطة الفيديو، وفشلت السلطة في منع الناس من متابعة الأعمال المصرية الفنية الجميلة.

زيارة أم كلثوم إلى ليبيا في مارس 69 كانت في إطار دعم المجهود الحربي في مصر، غنت أم كلثوم في كل من طرابلس وبنغازي، والتقت بفعاليات نسائية وإعلامية، كما زارت مدرسة الفنون والصنائع التي كنت يومئذ طالبا بها، لكنني لا أذكر هذا اللقاء، إذ يبدو أنه تم اختيار عدد محدود من الطلاب نقلوا إلى المقر القديم لمدرسة الفنون في شارع 24 ديسمبر ليلتقوا بالفنانة ام كلثوم، بينما كنا نحن نقيم في المقر الجديد للمدرسة في جنزور، يومها كنت طالبا في سنة خامسة ابتدائي، لم أتعرف على فن أم كلثوم بعد، وجاء تعرفي على أغنياتها بعد سنوات قليلة، حين أخذت تجتذبني ألحان بليغ حمدي لأم كلثوم، وقد راح يدخل الآلات الموسيقية الغربية الحديثة في ألحانه لأم كلثوم: القيثارة والساكسفون والاورج والاكورديون الكهربائى.

عن طريق ألحان بليغ حمدي أحببت أغاني أم كلثوم: الحب كله، وألف ليلة وليلة، وأنساك ده كلام، وبعيد عنك، وحب إيه.. إلخ، إضافة إلى ألحان محمد عبدالوهاب: انت عمري، وأغدا ألقاك الخ، ثم في مرحلة لاحقة تعرفت على ألحان السنباطي والقصبجي وسيد مكاوي الذي قدم لها لحنا واحدا: يامسهرني، وغيرهم من الملحنين العظام .

الآلات الموسيقية الغربية التي كان يعشقها بليغ حمدي، وكنا نعشقها نحن الشباب حينئذ، ومن خلالها أحببنا ألحان بليغ وعبدالوهاب، تم جمعها في منتصف الثمانينات في (الساحة الخضراء) وتحطيمها وحرقها بأوامر من ذلك الذي لا يحب أغاني أم كلثوم ويعتبر أغانيها تخدر الجماهير!

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى