الراي

رأي- رجب والمغرورة والوهم

* كتب/ عبدالوهاب الحداد 

 

“صوت ليبيا”.. “ليبيا القذافي”.. “صقور الفاتح”..

هذه أسماء لحسابات أعلنت شركة فيسبوك حذفها لأنها مزيفة وتنشر معلومات مضللة، وترتبط بشبكة أطلقها  شخص روسي يدعى “يفيغني بريغوين”..

 

نعم هو ذاته رئيس عصابة المرتزقة الروس المعروفين باسم “فاغنر” المتواجدين جنوب طرابلس يقاتلون جنبا إلى جنب مع “القوات المسلحة العربية” وأبناء القبائل “الشريفة”!!.

السؤال المنطرح هنا: لمن كانت موجهة هذه الحسابات؟ أقصد الشريحة التي يحاول محتوى هذه الحسابات خداعها وتضليلها؟

 

أسماء الحسابات ومحتواها يقولان إن “الذبان” الروسي  يستهدف أتباع القذافي وحفتر، والخداع والتزييف والمعلومات المضللة تسوق لأنصار “معمر” وخليفته “خليفة”.  فهل يعرف جمهورهما هذه الحقيقة؟  أو بالأحرى هل يمكن أن يعترف بتلك الخديعة التي تمارس في حقه؟ خاصة وأنه لا يمكن تصور أن  محتوى هذه الحسابات موجه لخصوم الفاتح والكرامة، فهو يهاجمهم بطنين ذبابة.

لا شك أن “بعض” المخدوعين بهذه الصفحات قد شعروا بأنهم كانوا “مضحكة”، وأنه قد “جرى” بهم “يفغيني” قبل أن ينقذهم “مارك”.. إنه شعور مشابه تماما للحظة اكتشافك أن من تراسلك باسم “المغرورة الغيورة” هو “رجب” ولد عمك.. تقريبا هكذا..

 

إلا أن البعض -أو الأكثر لا أعرف- من أنصار القذافي وحفتر لم يشعروا بشيء مطلقا، ولن يشعروا، ومستمرون في تتبع هكذا حسابات وهمية، ويتفاعلون معها معلقين “معمر وبس” و “حفتر وبس” بكسر باء “بِس”، أقول ذلك يقينا مستندا على تفاعلهم مع “المسماري” وتصديقه، وهو الذي شهيقه كذب وزفيره افتراء، بل يصدقون حفتر بطوبته وهو الذي يذيقهم الذل والمر على أيادي أبنائه وحاشيته!

تم كيف نستغرب استغفال جماهير حفتر وتضليلهم، وحبيبهم يعيش بينهم -وإن كان في الرجمة- في الوقت الذي لازال فيه أحباب عصر الجماهير يعيشون وهم “عودة الجماهيرية” وحبيبهم قد مات منذ سنوات… نعم مات.. والله مات.. أقسم بالله العظيم مات!

 

أتذكر هنا موقف حكاه لي عاشق “واقعي” للقذافي، لقيته في مصر عام 2013، عندما قال إنه لا يفوت حلقة “لحمزة التهامي” لكن معترف بحقيقة كذبه في كل ما يقول، ولكن على رأي العاشق فإن كلام/ كذب “التوهامي” له مفعول الأنسولين لمريض السكري.. لا يقضي على المرض، لكنه يعدله.. ولله في خلقه شؤون.

وبالعودة لقصة الفيسبوك، وحتى لا نظلم الروس في استهدافهم لليبيا، ننوه إلى أن شركة فيسبوك أغلقت في وقت سابق مائات الحسابات الزائفة والمضللة التي تستهدف عدة دول منها ليبيا، وهي حسابات مصدرها الأشقاء الأشقياء في السعودية  والامارات ومصر.

 

وإن كانت فيسبوك اكتشف هذا العدد من الحسابات المضللة والمزيفة، فكم عدد تلك التي لم تكتشفها يا ترى؟ وكم “رجب” يختفي خلف “المغرورة الغيورة” لزرع الوهم في نفوس الواهمين؟ وكم هي أعداد من يتفاعلون مع “المغرورة” بإرسال القلوب والقبل وكلمة بس بكسر الباء لـ”رجب” الصايع؟!

أخيرا.. كنت قد بحثت عن الخبر المتعلق بإقفال الفيسبوك لحسابات مضللة تستهدف عدة دول بينها ليبيا، بحثت عنه في بعض المواقع الليبية، تلك التي تدعي الحياد والموضوعية والاحترافية تجاه الأحداث الليبية، فلم أجد له أثرا، لا أدري ربما لعدم أهميته، وإن كنت وجدت في أحد تلك المواقع التابعة لقناة تلفزيونية أخبارا حول فيسبوك من قبيل (فيسبوك يُكافح الانتحار بحظر الصُور المؤذية) و (فيسبوك تستعد لإطلاق ميزة التعرف على الوجوه)!! أفلا يخجلون؟..

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى