اخبارالرئيسيةعربي ودولي

إيران تنظم مسيرات تأييد للحكومة بعد احتجاجات استمرت ستة أيام

إيران تنظم مسيرات تأييد للحكومة بعد احتجاجات استمرت ستة أيام

 

(رويترز)- شارك آلاف الإيرانيين في تجمعات مؤيدة للحكومة في عدة مدن اليوم الأربعاء في إظهار للقوة برعاية الدولة بعد اضطرابات واحتجاجات في الشوارع استمرت ستة أيام فاجأت قادة البلاد وأسفرت عن سقوط 21 قتيلا.

ونشر التلفزيون الحكومي لقطات مباشرة لمسيرات في مدينتي كرمانشاه وإيلام في جنوب غرب البلاد ومدينة جورجان في الشمال حيث رفع المتظاهرون أعلام إيران وصور الزعيم الروحي آية الله علي خامنئي.

وفي مدينة قم الشيعية المقدسة ردد المتظاهرون هتافات “الموت لمرتزقة أمريكا”. وأظهرت لقطات بثها التلفزيون تجمعات كذلك في أصفهان ثالث أكبر المدن الإيرانية وعبدان وخورامشهر في جنوب غرب البلاد الغني بالنفط.

وردد المتظاهرون هتافات مؤيدة لخامنئي منها “الدماء التي في عروقنا فداء للزعيم” و”لن نترك زعيمنا وحده”. واتهموا الولايات المتحدة وإسرائيل وبريطانيا بإثارة الاضطرابات ورددوا هتافا يطالب بإعدام “مثيري الشغب المارقين”.

وتحولت الاحتجاجات التي بدأت الأسبوع الماضي بسبب الإحباط من المصاعب الاقتصادية بين الشباب والطبقة العاملة إلى أكبر تحد منذ نحو عشر سنوات للنظام القائم في الجمهورية الإسلامية.

وتبدأ المظاهرات التي تنظم عبر مواقع التواصل الاجتماعي عادة بعد الغروب واستمرت حتى مساء أمس الثلاثاء وأظهرت تسجيلات نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي المتظاهرين في الشوارع وشرطة مكافحة الشغب منتشرة في عدة مدن منها الأهواز في جنوب غرب البلاد.

وقبل ساعات كان خامنئي قد اتهم أعداء إيران بإثارة الاحتجاجات التي انتقدته بعضها بالاسم وطالبته بالتنحي.

وهذه هي أكبر احتجاجات تشهدها البلاد منذ اضطرابات عام 2009 التي أعقبت انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد لفترة ولاية تالية. وثار خلاف حول نتائج تلك الانتخابات.

واعتقل المائات في البلاد وقال مسؤول قضائي إن بعضهم قد يواجه عقوبة الإعدام.

وشكلت الاحتجاجات ضغوطا على الرئيس حسن روحاني الذي قاد جهود التوصل لاتفاق مع قوى عالمية عام 2015 يقضي بأن تقلص إيران برنامجها النووي في مقابل رفع أغلب العقوبات الدولية المفروضة عليها.

ويشعر العديد من المحتجين بالإحباط بسبب ما يعتبرونه فشل حكومته حتى الآن في الوفاء بوعود تتعلق بتوفير فرص عمل وبالاستثمار ومزايا الاتفاق النووي.

وأبلغ روحاني الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في اتصال هاتفي اليوم الأربعاء أنه يأمل أن تنتهي الاضطرابات خلال بضعة أيام. وسبق أن قال روحاني إن من حق الإيرانيين الاحتجاج.

ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن روحاني قوله “نحن واثقون من أمن واستقرار إيران… الناس في إيران أحرار في الاحتجاج داخل إطار القانون”.

* خيار صعب بشأن العقوبات

أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تغريدات على تويتر أن الإيرانيين نفد صبرهم على مزاعم الفساد وما وصفه بالنظام الإرهابي.

وبدأت سلسلة الاحتجاجات التي استمرت ستة أيام في عدة مدن إيرانية بسبب الأوضاع الاقتصادية ويتعين على ترامب أن يقرر في منتصف شهر يناير  بشأن ما إذا كان سيستمر في رفع العقوبات الأمريكية على صادرات إيران النفطية بموجب شروط الاتفاق النووي أم سيفرضها من جديد.

وإذا أعاد فرض العقوبات على النفط فقد يزيد ذلك من الأزمات الاقتصادية التي تواجه زعماء إيران– لكن محللين يقولون إنها يمكن كذلك أن توجه رسالة خاطئة بشان الدعم الأمريكي لشعب إيران.

وقال الميجر جنرال محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري الإيراني اليوم الأربعاء “لو كان تعاطف الأمريكيين مع الإيرانيين حقيقيا لما فرضوا عقوبات قاسية على أمتنا”.

وقال جعفري لوكالة فارس للأنباء مشيرا إلى سياسة التقارب مع الغرب التي يتبعها روحاني إن “الصداقة مع الولايات المتحدة” لن تعود بالخير قط وإن الحرس مستعدون لمساعدة الحكومة في التغلب على التحديات الاقتصادية”.

* روحاني يتعرض لضغوط

أثار الاستياء من الركود الاقتصادي ومزاعم الفساد داخل أوساط رجال الدين والأمن الاحتجاجات بعد أن لجأ الإيرانيون إلى مواقع التواصل الاجتماعي للتنفيس عن غضبهم.

ويتراكم الغضب منذ الشهر الماضي.

وشارك آلاف الإيرانيين بالكتابة باستخدام وسم (هاشتاج) “أنا مستاء” الذي أعربوا من خلاله عن استيائهم من روحاني الذي انتخب على أساس وعود بمعالجة البطالة والسماح بحريات اجتماعية أكبر.

وتركز النقد على أحدث مشروع موازنة لحكومة روحاني والذي خصص، كالمعتاد، مليارات الدولارات للجامعات والمؤسسات الدينية في حين قالت الحكومة إنها ليس لديها ما يكفي من المال لمساعدة العاطلين ومنهم 28.8 في المائة من الشباب.

وتعهد خامنئي المحافظ وروحاني الإصلاحي بمكافحة الفساد وتحقيق الرخاء الاقتصادي لكل الإيرانيين.

لكن لم تحدث تغيرات تذكر. فالحرس الثوري الإيراني، على سبيل المثال، مازال يسيطر على الإمبراطورية الاقتصادية الضخمة.

وفي حين يعيش أكثر من 20 مليون إيراني، من بين 80 مليون، تحت خط الفقر يستورد الأغنياء ومنهم أقارب المسؤولين الحكوميين عشرات الألوف من السيارات الفاخرة كل عام مما يثير الاستياء.

وهيمن الشبان على الاحتجاجات الراهنة في إيران لكن بعضا من أفراد الطبقة المتوسطة في الحضر شاركوا كذلك.

وتحولت الاحتجاجات إلى تجمعات سياسية نادرة من نوعها تدعو للإطاحة بزعماء إيران.

وفي محاولة لتقييد تدفق المعلومات والدعوات لتجمعات مناهضة للحكومة قيدت السلطات في طهران الدخول على تطبيقات مثل تلجرام للرسائل النصية وإنستجرام المملوك لفيسبوك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى