الراي

رأي- صفقة القرن بدأ تنفيذها في ليبيا وأجلت اربع سنين في فلسطين…!!

* كتب/ الدكتور فرج دردور

 

ملخص الصفقة وأدواتها التنفيذية:

ليس صدفة اتصال ترامب بحفتر، ثم بدء الاستعداد لاستقبال مصريين تحت غطاء عودة قبائل الفرجان وأولاد علي من مصر. فصفقة ترامب بدأت بالإعلان عن تهويد القدس، وستنتهي بإزاحة الفلسطينيين من القدس وغزة إلى سيناء، وتوطين 10 مليون مصري في ليبيا وإعادة توزيع إيرادات النفط الليبي، بما يضمن حصة مجانية دائمة لمصر.. وجزء من صفقة توسيع إسرائيل، أفضت إلى تمكين السيسي في مصر ومحاولة تمكين حفتر في ليبيا، وبتمويل سعودي وإماراتي، مقابل توفير حماية أمريكية لهم من إيران واستمرار العائلات في الحكم. أما اليسار الفرنسي الحاكم، فهو عاشق لإسرائيل، ولهذا تستميت فرنسا من أجل تنصيب حفتر.

قبول حفتر للصفقة مقابل تنصيبه حاكما مطلقا على ليبيا:

البداية كانت بالعبارة الشهيرة التي أطلقها حفتر “لماذا لا نستجلب 10 مليون مصري لتغيير وجه ليبيا”.

هاتف ترامب الشهير:

اتصل ترامب بحفتر ليشكره –وفق المعلن- على محاربة الإرهاب في ليبيا، رغم أن الإرهاب حاربته البنيان المرصوص بمساعدة أمريكية، ولم يتصل بهم ترامب ليشكرهم، والحقيقة أن ترامب اتصل بحفتر ليشكره على قبوله تنفيذ صفقته في ليبيا، باستجلاب عدد 10 مليون مصري تحت مسمى قبائل الفرجان وقبائل أولاد علي، الذين أصدروا بيانا يعربون فيه عن استعدادهم لغزو طرابلس مع حفتر، وقد لعب أحمد قذاف الدم، دورا مهما في صفقة توطين مصريين بليبيا.
ولإعطاء صبغة الموافقة من عموم البلاد، ظهر فاندي ترهونة المحسوب على المنطقة الغربية، يتحدث على أن المنطقة الغربية كلها في خندق واحد تدعم جهود حفتر في بناء دولته، وقد قال هذا الكلام في حضرة جمع قليل بمسمى قبائل أولاد علي، وبرعاية آمر منطقة طبرق العسكرية أحد الموالين لحفتر.

 

ظهور الدور القبلي وتكليف شيوخ مرتشين:

إيهام الليبيين بأن الدور السياسي يعود للقبائل، هدفه شرعنة دور حفتر السلطوي، وقد بدأه بجمع التوقيعات، على طريقة القذافي عندما قال “مكنت الشعب الليبي من استلام سلطته، والشعب الليبي كلفني بأن أكون قائدا أمميا وليس ليبيا فحسب”، وهكذا يفعل حفتر باسم القبائل اختصارا للوقت الطويل الذي استغرقه القذافي. حيث ظهر على الشاشات مسمى شيخ ازوية، تحصل على سيارة ومبلغ مالي، مقابل تقمصه دور شيخ قبيلة ازوية، وأوكلت له قيادة عملية قفل النفط في الهلال النفطي باسم المناطق، وظهر أمس في مناسبة اتفاق (قبائل برقة) على عودة ما أطلق عليه (قبائل الفرجان)، وتوطينهم في أراض تعود ملكيتها لمواطنين، أصولهم من المنطقة الغربية وعلى الأغلب من مصراتة، للتحفيز على ارتكاب الجريمة، حيث طلب المجتمعون من حكومة الثني، أن تنفذ أوامر القيادة العامة (جسم هلامي متأله فوق الدولة) بمنح أرقام وطنية ليبية لعدد أكثر من 100 ألف فرجاني مصري كدفعة أولى، وستتوالى وصول الدفعات بالتنسيق مع أحمد قذاف الدم، إلى أن يصل العدد الى 10 مليون المتفق عليه كمبادلة توطين، بين إسرائيل ومصر وأمريكيا والإمارات المشرفة على تنفيذ صفقة العمر بالشق الليبي.

 

دور الإعلام الإماراتي بمرتزقته الليبيين في تمرير الصفقة:

ظهر عيسى عبد القيوم على قناة الحدث، يقول برقة الآن في يدها النفط وستدار ليبيا من برقة، وذلك حتى تمر الإجراءات الإدارية للأرقام الوطنية التي ستمنح لعدد 10 مليون مصري، دون قدرة السلطات في طرابلس على إلغائها، فالدور الموسادي المناط بعيسى عبد القيوم، هو التحريض على رفع سقف مطالب المسمى برقة، بحيث لا يلتقي عليها اثنان من الليبيين، مستخدما النعرة القبلية.
وللتذكير فعيسى عبد القيوم ظهر في فيديو يشارك الصهاينة الاحتفال بمناسبة يهودية في إيطاليا، وقد شاهدنا الأجواء الحميمية بتبادله القبلات مع اليهود، وكتب مقالا في حينها مازال منشورا، يدعو فيه بالسماح ليهود ليبيا بالعودة إلى ليبيا. وللعلم فإن جهاز الموساد ذكر بأن مجال تجنيده للعملاء هو الوسط الإعلامي، وقنوات الكرامة الممولة من الإمارات وكيلة الموساد في الوطن العربي، إحدى هذه الوسائط التي غرست في أذهان أتباع الكرامة، بأن تصرفات حفتر مؤلهة، ففي حين تطلب قناة الحدث من الناس التسبيح بحمد حفتر وذكره باسمه الطويل، أعطته قناة 218 في استفتاءاتها المطروحة على الليبيين، الفائز الأول بحصوله على نسب ساحقة كونه الرجل الخارق في عصره.
في المقابل يتم التشويش على قناة ليبيا الأحرار من ثلاث دول تدار منها عمليات الموساد، لأنها منبر للأحرار الرافضين لمشروع حفتر.

 

صفقة العمر بدأ التمهيد لها في وقت مبكر في ليبيا:

صفقة العمر الإسرائيلية في الجانب الليبي، جرى التمهيد لها بعناية، ابتداء بدخول حفتر من أمريكيا عبر مصر لاختراق ثورة فبراير، حتى يكون بديلا عن القذافي، وهذا ما نشرته صحيفة لوموند الفرنسية وليس كلامي، ثم إحياء دور القبائل لتحل محل دولة ليبيا وتتمرد علي سلطة الدولة، بشيوخ تم فرضهم من قبل أعوان حفتر، وليس غريبا أن يصفي الموساد الإسرائيلي شيخ العواقير لأنه عائق، واستبداله بآخر، ورفع صوت فاندي ترهونة وتقديمه كشيخ على ترهونة، وتاريخه نكرة جاهل لا يساوي قيمة شجرة لوز في منطقة الخضراء.

 

شراء الولاءات في ليبيا لدعم مشروع حفتر:

ثم شراء ولاءات إعلاميين بعضهم فرنسيين من أصول ليبية، موظفين في الاستخبارات الفرنسية بمكتب ليبيا، وفتح قنوات إعلامية تعمل تحت إشراف مكتب الموساد في الإمارات، وتتخذ من مصر وبنغازي والأردن مقرات لها، وتدار بمرتزقة ليبيين لإضفاء الصبغة الليبية عليها. والمؤكد أن المرتزقة الليبيين يعلمون بأنهم جزء من صفقة تنصيب حفتر، ولكنهم لا يعلمون أنهم أيضا جزء من تمرير صفقة العمر..

 

فشل تضمين صفقة العمر في سجلات الدولة بطرابلس:

كان تنفيذ الصفقة سيتم تحت إدارة السلطة في طرابلس، التي اجتمعت دول كثيرة على اجتياحها وتمكين حفتر من الاستلاء على أجهزتها وسجلاتها البلدية، وعندما فشلت تم قفل النفط ليتم تحويل إيراداته لبنغازي التي قد تدار منها البلاد بعد تجويع الليبيين بقفل النفط، وبالتالي تمر صفقة العمر الإسرائيلية التي أعلنها ترامب دون أي عناء، وسيتم صرف أرقام وطنية للمصريين تحت مسمى فرجان وأولاد علي، وبمباركة من أسموهم شيوخ قبائل على شاكلة فاندي ترهونة، وسفيه قفل النفط المنسوب لزوية وقرينه مجرم النفط أطيوش المغاربة.

 

موقف أعوان النظام السابق الهاربين:

أعوان النظام السابق الهاربين موقفهم (أنا ومن بعدي الطوفان)، فلتسلم ليبيا كلها هدية لإسرائيل، انتقاما وحقدا…!!

 

الخاتمة والشكر والتقدير للأحرار:

مقاومة أحرار ليبيا مركبة من أربعة أجزاء، مقاومة تمكين حفتر من حكم ليبيا، ومقاومة تنفيذ مشروع إسرائيل في ليبيا، ومقاومة دول داعمة لحفتر ولمشروع إسرائيل، ومقاومة التضليل الإعلامي لقنوات الإمارات بمرتزقة ليبيين والمكرسة لمشروع حفتر ومشروع إسرائيل في ليبيا. ولهذا تبدو المهمة صعبة جدا، وكلفت دماء كثيرة..

 

الخلاصة: الصفقة لن تنجح في ليبيا، لأن المقاومة صلبة وتزداد صلابة، وتحرير المنطقة الشرقية من الهيمنة المصرية ضرورة ملحة…

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى