الرئيسيةالراي

رأي- عام حافل..

 

* كتب/ عمر الحداد

 

بعد مرور عام على بدء العدوان على طرابلس، وحين أسترجع شريط الأحداث طوال هذه السنة الحافلة بالمآسي والأحزان..

أجد نفسي كمواطن ليبي قبل أن أكون صحفيا أتعامل مع العدوان على أنه أمرٌ مؤقت سرعان ما نحتفل بتاريخ نهايته، وكان همي التخطيط لما بعد انتهائه وكيف سيكون العمل الصحفي، وعلى  ملفات عالقة زاد العدوان من تعقيدها وأجّل حلولها وبعثر أوراقها.

ربما كان هذا من باب الأمل لكنني أظنه الخطأ الذي وقع فيه من يحركون الأزمة على الأرض، فقد تعاملوا معه وكأنه موجة عابرة، بعدها سوف تلملم الجراح، ليتحول يوما بعد آخر وشهرًا بعد شهر إلى أن اكتمل عامه إلى مرض مزمن ينخر قوى الثورة من داخلها ويزيد من شرخه أزمة إنسانية طالت المدنيين العزّل.

عام كامل وضباع حفتر تنهش ما استطاعت من أطراف العاصمة، وشبابنا يستميتون في الذود عن تاريخها وحضارتها، رغم كل الهفوات المقصودة وغير المقصودة من الجهات المسؤولة.

عام كامل ونحن نبث صوراً للنازحين، ومشاهد للموت، وجثث أبطالنا وهي تنكل من قبل ميلشيات حفتر الإرهابية دون حسيب أو رقيب، بل وسط صمت دولي على إبادة المدنيين.

عام كامل ونحن نتتبع خطى الحرب لحظة بلحظة، ونحرص على أن نكون صوت أولئك المقاتلين وسعاة بريد لرسائلهم التي لم تتوقف يوما عن بث الثقة والإيمان بالنصر ودحر المعتدي ومن يقف وراءه ممطرا قذائفه على سكان العاصمة الصامدة.

فخورون جدا بما يسطره المقاتلون المدافعون عن حريتنا جميعًا وليس فقط عن العاصمة، فطرابلس رمز للحرية والسلام والتعايش قبل سيادة الدولة، وفقدانها يعني التفريط في دماء أبنائنا قبل إهدار مبادئ فبراير وتضحيات شهدائها.

لكنني اليوم أتساءل: ألم يحن الوقت بعد أن تتغير الشخصيات التي طالما تصدرت المشهد وهي لا تستحق، ألا يجب أن يقف هذا الاستهتار بدماء الشباب والتعامل مع الوضع كما ينبغي، ألا يجب علينا جميعًا أن نجبر الزمن على العودة إلى ما قبل أربعة أربعة ألفين وتسعة عشر!؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى