الراي

رأي- خواطر للعام الجديد

خواطر للعام الجديد

*غادة الشريف

في نفس هذا اليوم، منذ عام مضى، وبين منشورات مواقع التواصل الاجتماعي وحديث الإعلام عن نهاية العام وبين صور الزينة لرأس السنة التي نشاهدها، كنت أفكر كيف سيكون العام المقبل بالنسبة لي؟
كيف ستكون أحداثه ومواقفه، والأشخاص الذين سألتقيهم في هذا العام، ومن منهم سيدخل حياتي ويصبح صديق، وبين تقلباتي العاطفية لمن سيزور قلبي..

لكنني وبطبعي المتفائل، دائما ما أنتظر الجيد، مع القليل من الخوف الذي يربط مخيلتي، ولأنني لا أحب الملل والرتابة حتى في حياتي، كنت أنتظر مغامرات جديدة وقصص جديدة وأثق أن فيها أشياء جميلة وأخرى سيئة، لكنني كنت ولازلت أؤمن أنها نصيبي وقدري الذي شئت أم أبيت سآخذه، لذلك قررت وبحماس عام جديد أن أستقبله بابتسامة رضا عن كل ما ذهب وكل ما سيأتي..

الكثير من الأشياء الجديدة استقبلتها، أفكار وأناس ومواقف وأشياء محسوسة.. والكثير من الأشياء أخذت مني..
إن كنت قد كبرت بعض الشيء وأصبحت أنضج من ذي قبل، اعتراني الإحباط قليلا هذا العام.. لا أدري لماذا لكنني أعترف بأنني سريعة التأثر بما حولي ومن حولي، أولئك الذين وظيفتهم تقليل معنوياتك أخذوا الكثير مني، قد أكون هشة بعض الشيء لأنني سمحت لهم بالاقتراب من أحلامي وعالمي الخاص الذي لا ينتمي للواقع بأي صلة..

لا أظنني أريد الحديث كثيرا عنهم فهنالك أيضا أصدقائي الذين يثبتون دائما أنني محظوظة بهم، كنت أخاف اختبارات القدر فهي تنقي من حولك وتبقي الأحبة فقط,, وخوفي كان لأنني لا أريد أن أصاب بخيبة حب .. لا أظنني أريد التحدث أيضا عمن سقطوا من قلبي والحقيقة أنهم قليلون..

هنالك عملي أيضا الذي أحبه كثيرا أكثر من أي شيء، حلمي الجميل الذي راودني في وقت مبكر، كنت أحلم دائما بلاقط صوت، كنت أتحدث كثيرا للمرآة باستخدام “مشط” فأتخيلني مذيعة..
أعتقد أن همتي نقصت كثيرا هذا العام، ربما لأننا حين نصل لبعض الأشياء التي ظنناها مستحيلة يصيبنا رضا يتبعه خوف من الجمود في المكان ذاته، ويبقى السؤال كيف سأطير مجددا،
ولأنني أحب التحليق أتمنى العام المقبل الذي سيحل بعد ساعات أن أرتفع كثيرا.. كثيرا جدا عن هذا العالم وهذا المكان أن أحلق كعصفور يغرد صباحا للحب والسلام ..

ويبقى فقد “أبي” وحبيبي وصديقي من أسوء ما حدث في حياتي.. أريد أن أخبركم سرا
أنا لا أشعر أنه مات وانقضى، لأنني أحس بوجوده حولي في كل الأوقات
لازلت أنهض من نومي على صوت مناداته من أمام غرفتي، ولا زلت أنظر لكرسيه الفارغ حين أكل غذائي مع أسرتي وحين أكمل صحني أتحدث مع نفسي له بأنني أكملته فأسمعه وهو يقول لي “أوه صحه ليك”، ولازلت أضحك على تعليقاته الساخرة من كل شيء، أنه البقاء الأبدي الذي يسكن أعماقي للأشياء التي لا تفقد بمجرد اختفائها، سيظل بابا معي في كل حين، وسأبتسم لخياله حين أنجز شيئا يستحق الفخر، وسأبكي لقميصه الذي أحتفظ به حين يلفني شال الحزن..

ولأنني لا أحب التشاؤم أبدا ولا أعترف به، فلن أحمل هذا العام 2017 أي سوء فلا دخل للتواريخ بأوجاعنا..
مرحبا 2018.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى