اخبارالرئيسيةعربي ودولي

استمرار الاحتجاجات في إيران في تحد لتحذيرات بقمعها

 

استمرار الاحتجاجات في إيران في تحد لتحذيرات بقمعها

 

(رويترز)- تظاهر محتجون مناهضون للحكومة في إيران يوم الأحد (01 يناير 2018)، في تحد لتحذير السلطات بشن حملة قمع صارمة، مواصلين لليوم الرابع أحد أكبر التحديات للقيادة الدينية للبلاد منذ الاضطرابات المطالبة بالإصلاح التي جرت في 2009.

 

وفي أول رد فعل علني على الاحتجاجات دعا الرئيس حسن روحاني إلى الهدوء قائلا إن الإيرانيين لهم حق الاحتجاج وانتقاد السلطات.

 

لكنه حذر في وسائل الإعلام الرسمية قائلا “الحكومة لن تتسامح مع من يقومون بإتلاف الممتلكات العامة ويخرقون النظام العام ويثيرون القلاقل في المجتمع”.

 

ويحتج عشرات الآلاف في مختلف أنحاء البلاد منذ يوم الخميس على حكومة الجمهورية الإسلامية والنخبة الدينية.

 

وأظهرت مشاهد مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي أن الشرطة في وسط العاصمة طهران استخدمت مدافع المياه في محاولة لتفريق متظاهرين تجمعوا في ميدان الفردوس.

 

وتحولت المظاهرات إلى أعمال عنف في مدينة شاهين شهر في وسط إيران. وأظهرت مشاهد مصورة محتجين يهاجمون الشرطة ويقلبون سيارة ويضرمون فيها النار. ولم يتسن لرويترز التأكد من صحة هذه المشاهد.

 

ووردت تقارير أيضا عن تنظيم احتجاجات في مدينتي سنندج وكرمانشاه في غرب إيران بالإضافة إلى مدينة تشابهار في جنوب شرق البلاد وفي إيلام وايذه في الجنوب الغربي.

 

وصب المتظاهرون جام غضبهم في بادئ الأمر على المصاعب الاقتصادية ومزاعم الفساد لكن الاحتجاجات أخذت منحى سياسيا نادرا مع مطالبة أعداد متزايدة الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي بالتنحي.

 

وأظهرت قوات الأمن الإيرانية ضبط النفس فيما يبدو لتجنب تصاعد الأزمة. وقتل شخصان واعتقل المائات.

 

وهذه أكبر احتجاجات في إيران منذ اضطرابات عام 2009 عقب إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد آنذاك.

 

وأظهرت لقطات مصورة محتجين يهتفون في وسط طهران “يسقط الدكتاتور” في إشارة فيما يبدو إلى خامنئي.

 

وهتف محتجون في خرم أباد في غرب إيران “عار عيك يا خامنئي… اترك البلاد وشأنها!”

 

ونقل التلفزيون الرسمي عن مصدر مطلع قوله إن الحكومة قالت إنها ستحد بشكل مؤقت من إمكانية استخدام تطبيقي تلجرام وانستجرام للتراسل.

 

وقال إيراني عبر الهاتف وقد طلب عدم نشر اسمه إن الشرطة وقوات الأمن منتشرة بشكل مكثف في وسط طهران.

 

وتابع قائلا: “رأيت بضعة شبان يُعتقلون ويُزج بهم في سيارة فان للشرطة. إنهم لا يسمحون لأحد بالتجمع”.

 

وأظهر تسجيل مصور اعتقال الشرطة محتجا في مدينة خوي بشمال غرب إيران في الوقت الذي كان فيه حشد يهتف “فلتذهب الشرطة لاعتقال اللصوص”.

 

وقال موقع هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية على الإنترنت إن متظاهرين في مدينة تاكستان بغرب البلاد اقتحموا مدرسة إسلامية شيعية ومكاتب إمام صلاة الجمعة. وقالت وكالة العمال الإيرانية للأنباء إن الشرطة فرقت المتظاهرين واعتقلت بعضهم.

 

* كسر المحرمات

 

هتف المتظاهرون “شاه رضا.. طيب الله ثراك”. وترديد مثل هذه الهتافات دليل على مستوى لم يسبق له مثيل من الغضب وكسر المحرمات.

 

وحكم الشاه رضا بهلوي إيران في الفترة من 1925 إلى 1941 وأطاحت الثورة الإسلامية بقيادة آية الله روح الله الخميني بحكم سلالة الشاه عام 1979.

 

ويندد المتظاهرون بارتفاع الأسعار والفساد وسوء الإدارة. وبلغت نسبة البطالة 12.4 في المائة في السنة المالية الجارية بارتفاع 1.4 نقطة عن العام الماضي. ويعاني نحو 3.2 مليون إيراني من البطالة في إيران التي يبلغ عدد سكانها 80 مليون نسمة.

 

وتثير الاحتجاجات المصاعب أيضا لحكومة روحاني الذي انتخب بعد تعهده بضمان حرية التعبير والتجمع. ولم يحقق بعد الاتفاق النووي الذي وقعته إيران مع القوى العالمية في 2015 فوائد اقتصادية للقاعدة العريضة من الإيرانيين مثلما وعدت الحكومة. ويهدف الاتفاق إلى كبح البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع أغلب العقوبات الدولية المفروضة على الجمهورية الإسلامية.

 

ويعتبر روحاني هذا الاتفاق أبرز إنجازاته.

 

ونقلت وسائل الإعلام الرسمية عن وزير الداخلية عبد الرضا رحماني فضلي قوله “من يتلفون الممتلكات العامة وينتهكون القانون ويحرضون على إشاعة الفوضى ويتسببون فيها مسؤولون عن تصرفاتهم ويجب أن يدفعوا الثمن”.

 

ونقلت وكالة العمال الإيرانية للأنباء عن علي أصغر ناصربخت نائب حاكم إقليم طهران قوله إن 200 محتج اعتُقلوا يوم السبت.

 

وأظهرت مشاهد مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي أسر متجمعة أمام سجن إيفين في طهران مطالبين بمعلومات عن أبنائهم الذين اعتقلوا في الأيام الأخيرة.

 

* “تحركات بدافع انفعالي”

 

قال عباس جعفري دولت أبادي مدعي عام طهران إن بعض المحتجين الذين اعتُقلوا اعترفوا بأنهم “تحركوا بدافع انفعالي وأضرموا النار في مساجد ومبان عامة” وقال إنهم سيواجهون عقابا شديدا.

 

وأضاف “بعد تقديم آلاف الشهداء للثورة لن تعود الأمة إلى عهد الظلام لحكم بهلوي”.

 

وتحدى المحتجون قوات الشرطة والحرس الثوري التي استخدمت العنف لدحر اضطرابات سابقة. وقد تثير هذه المظاهرات قلقا أكبر للسلطات لأنها تبدو عفوية وبلا قائد واضح.

 

ولم يحث أي حزب سياسي الإيرانيين على النزول للشوارع كما أن زعماء المعارضة الذين ألهبوا مشاعر الإيرانيين في 2009 ما زالوا رهن الإقامة الجبرية. وبالإضافة إلى ذلك فإن معظم الشعارات التي رفعت تشير إلى استياء في أوساط طبقات اجتماعية مختلفة من سياسات الحكومة.

 

ونظام الحكم في إيران جمهوري إسلامي. ويحكم الزعيم الأعلى مدى الحياة وهو أيضا القائد الأعلى للقوات المسلحة كما تكون له السلطة العليا على الرئيس المنتخب في قضايا السياسة الخارجية والاقتصادية.

 

وفي استجابة للاحتجاجات فيما يبدو تراجعت الحكومة عن خطط لزيادة أسعار الوقود ووعدت بزيادة مدفوعات نقدية للفقراء وتوفير المزيد من الوظائف في السنوات المقبلة.

 

وقال محمد باقر نوبخت المتحدث باسم الحكومة للتلفزيون الإيراني الليلة الماضية دون أن يقدم تفاصيل “نتوقع توفير 830 ألف وظيفة على الأقل في العام الجديد”.

 

وعبر الإيرانيون أيضا عن غضبهم لتدخل بلادهم في سوريا والعراق حيث تدور حرب بالوكالة بين إيران والسعودية لبسط النفوذ.

 

وأظهرت مشاهد مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي محتجين في مدينة شيراز وهم يمزقون صورة لقاسم سليماني قائد فيلق القدس وهو أحد أفرع الحرس الثوري الإيراني ويتولى العمليات خارج البلاد في العراق وسوريا وغيرهما.

 

* تغريدات ترامب

 

أبدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونواب من الحزب الجمهوري يوم الأحد دعمهم الصريح للاحتجاجات.

 

وقال ترامب في تغريدة: “احتجاجات ضخمة في إيران… الشعب أدرك أخيرا كيف أن أمواله وثروته تُسرق وتهدر على الإرهاب”.

 

وأضاف: “يبدو أنهم لن يقبلوا بهذا أبدا بعد ذلك. الولايات المتحدة الأمريكية تراقب عن كثب انتهاكات حقوق الإنسان”.

 

وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي: “الحكومة الإيرانية تتعرض لاختبار من مواطنيها. ندعو الله أن تنتصر الحرية وحقوق الإنسان”.

 

وندد روحاني بتصريحات ترامب قائلا إن الرئيس الأمريكي لا يحق له التعاطف مع الإيرانيين لأنه وصف “الأمة الإيرانية بالإرهابيين قبل بضعة أشهر”.

 

ورفض ترامب في أكتوبر التصديق على التزام طهران بالاتفاق النووي المبرم عام 2015 وقال إنه قد يلغي هذا الاتفاق. وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون في تغريدة إن من الضروري أن يكون للمواطنين الحق في التظاهر السلمي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى