الرئيسيةالراي

رأي- ابن القرية البار …!!!

* كتب/ عطية الأوجلي،

المال والشهرة يمنحان صاحبهما النفوذ والقوة والقدرة على تلبية الرغبات وتأمين الاحتياجات.. وكثيرا ما يسهمان في تغيير شخصية الفرد خصوصا إذا ما كان في الماضي شخصا فقيرا ومغمورا.. وكثيرا ما يسهمان في انسلاخه عن ماضيه بل وحتى التنكر له..

غير أن أصحاب النفوس الكبيرة لهم رأي وفعل أخر … إذ لا يرون في الأموال سوى وسيلة تمكنهم من تحمل مسئوليات أكبر … أحد هؤلاء هو لاعب كرة القدم السنغالي ومهاجم فريق ليفربول ساديو ماني… الذي ولد بالسنغال والذي تمكن بفعل موهبته وإصراره وخلقه الحميد من الوصول إلى أحد أشهر الأندية في العالم، وإلى المساهمة في تحقيق البطولات ونيل نصيبه من … المال والشهرة.

ولد ساديو بقرية “بامبالي” الواقعة في جنوب السنغال، وهي قرية صغيرة وفقيرة ولأسرة لم تتمكن من تأمين احتياجاته المادية فعاش مع عائلة عمه… وعشق كرة القدم مبكرا في حياته ولعبها مع أقرانه …

يقول ماني: “لقد كانت أياما صعبة بالنسبة لي عندما كنت في السنغال، خصوصًا عندما كنت صغيرًا، لقد ولدت في قرية ونشأت هناك، وكان أهلي لا يحبون كرة القدم، ويرونها مضيعة للوقت، وأنه من الخير لي أن أركز على دراستي”

ويضيف: “والدتي ووالدي وعمي كانوا يفضلوا أن أذهب للمدرسة والمذاكرة كل الوقت، وفي ذلك الوقت كنت أركز فقط لأصبح لاعب كرة قدم، أخبروني، كيف يمكنك أن تكون لاعب كرة قدم، هذا مستحيل، هذه القرية بعيدة جدًا عن داكار العاصمة، حتى أننا لا نملك عائلة هناك.”

وتابع ماني:” ولكني كنت أعلم بأنني سأصبح لاعب كرة قدم، ولم أكن أعرف كيف، هذا كان الشيء الوحيد الذي أعرفه وأقوم به، دائمًا التدريب والتدريب والتدريب، عائلتي لم تحاول أبدًا مساعدتي حتى توقفت عن الذهاب للمدرسة، كنت في الخامسة عشر أو السادسة عشر، وقلت وقتها هذا يكفي، اريد أن أصبح لاعب كرة قدم ويجب أن أركز.”

طارد ماني حلمه بإصرار حتى تمكن من الالتحاق بأكاديمية لكرة القدم بالعاصمة داكار ثم منها إلى الدوري الفرنسي، ولاحقا بالدوري الإنجليزي، حيث حقق النجاحات والشهرة والنفوذ والمال… لكن كل ذلك لم ينسيه قريته الصغيرة الفقيرة… فتبرع أولا لبناء مدرسة فيها،  ثم قام بالتبرع لبناء مستشفى بالقرية محققا بذلك أمنية لطالما راودته بعد وفاة أبيه متأثرا بمرض لم يتمكن الأهل من علاجه؛ لعدم وجود مستشفى بالقرية أو بالقرب منها.… كما قام بتمويل بناء مكتب للبريد ومحطة وقود بالقرية … وبالتبرع بجهاز حاسوب لاب توب لكل طالب بالفئة الثانية بالمدرسة ..

وهكذا برهن النجم الكبير مرسخا على صدق قولته الشهيرة “المال … ماذا أفعل … أنا أفضل مساعدة الفقراء على امتلاك عشرة سيارات فيراري”.… وعلى أن ما في نفسك هو الذي سيقودك للتصرف في مال، وإن المال ما هو إلا وسيلة للكشف عن مكنونها.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى