الراي

رأي- أنت تحاور.. إذن أنت إنسان  !!!

 

* كتب/ عطية صالح الأوجلي

 

(1)

الحوار ليس بمباراة ملاكمة تنتهي بسحق خصم لآخر.
وليست حربا تجر الدمار والآلام وتحصد الأرواح …
الحوار هو الوسيلة الإنسانية الوحيدة لفض الاشتباكات وإنهاء الخصومات التي لم تسجل بها خسارة بشرية واحدة …
الحوار.. يحتاج إلى “الجرأة والخيال والشجاعة والسيطرة على النفس..”
الحوار يرتقي بالسلوك ويزرع الثقة و يمنح السلام …
الحوار… هو اعتراف الإنسان بآدميته وتأكيد تفوقه النوعي على بقية المخلوقات …!!
لا يملك القدرة على الحوار إلا الإنسان.. والإنسان الذي يعي ويحترم ذاته فقط.
أنت تحاور… أذن أنت إنسان… !

 

(2)

الحوار لا يعني أن توافق خصمك على ما يقول..
وإنما أن تعترف أنه كما لديك وجهة نظر كذلك لدى خصومك..
وأنه كما تعتبر نفسك على حق كذلك خصومك..
الحوار هو أن ترى نفسك كما أنت مجرد إنسان.. لست ملاكا ولا شيطانا.. وكذلك خصومك… الحوار هو أن تنطلق من قناعة أن الوطن هو ملكك كما هو ملك خصومك..
الحوار هو أن تمنح العقل فرصة..
والحوار لا يعني التفريط في الحقوق وإنما إدراك الحقوق المشتركة..
الحوار هو أرقى أنواع الصراع.. والعنف هو أسهلها وأكثرها كلفة ….
فالحماقة تستطيع وبيسر وسهولة أن تشعل الحروب.. ولكن العقل والحكمة وحدهما القادران على إطفائها ….

 

(3)

الحوار في جميع أزمات العالم وطوال التاريخ هو محاولة لجمع الفرقاء من أجل الوصول إلى تسوية سياسية وحلول وسط. الحوار هو اعتراف مسبق بعدم قدرة كل طرف على تحقيق شروطه بالكامل لأنه لوكان بإمكانه فعل ذلك لما احتاج إلى حوار..
الحوار بحاجة إلى حد أدنى من “النضج السياسي والعقلي” الذي بدونه يتحول إلى جهد ضائع في المؤتمرات والاجتماعات.. وإلى كم هائل من التهريج في الفيس بوك وفي الفضائيات.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى