الرئيسيةالراي

رأي- مؤلم ولكنه حقيقي

* كتب/ يوسف أبوراوي،

 سألني بغضب ما الذي ينقص جامعاتنا وكيف تصفها بالسوء؟.. قلت لأنني أدرّس في هذه الجامعات وأعرفها جيدا..

فعندما تكون أحد أكبر مشاكل الطالب الجامعي أخطاؤه الإملائية وعدم قدرته على تلخيص موضوع أو كتابة طلب كيف تريدني أن أصفه؟

وعندما لا تتوفر في كلياتنا أي عادات أكاديمية، وعندما لا يجيد طلبتنا استخدام المراجع العلمية، بل صرح لي بعض الطلبة أنه درس في الكلية لأربع سنوات ولم يزر المكتبة كيف تريدني أن أصفه؟

وعندما لا توفر الجامعة إمكانية الوصول لأي مكتبات عالمية للاطلاع على ما يحدث في العالم من حولنا كيف تريدني أن أصفها؟

وعندما تكون مبان كلياتنا مبعثرة ولم تعد أصلا لتكون كليات كيف تريدني أن أصفها؟

وإذا كان أساتذة هذه الكليات يصرون على التشبث بمادة واحدة أو اثنتين ولا يريدون أن يتعبوا أنفسهم في تعلم وتدريس أي جديد فكيف تريدني أن أصفهم؟

وعند عدم وجود نظام للتحفيز وتمييز من يشتغل على من لا يقدم شيئا كيف تريدني أن أصفها؟

وعندما لا توجد مفردات للمناهج معدة بدقة، ومتناسقة مع بعضها البعض في منظومة متكاملة تهدف إلى إعداد كوادر تستطيع إيجاد وظائف في سوق العمل أو إعدادهم كباحثين للدراسات العليا ولمراكز الأبحاث المنعدمة أصلا، فكيف تريدني أن أصفه؟

وعندما تتحول كلياتنا وجامعاتنا إلى لوبيات ومجموعات متصارعة من أعضاء هيئة التدريس والموظفين يكيد بعضهم لبعض من طبقة يفترض أن تكون هي الأرقى والأكثر علما وأخلاقا كيف تريدني أن أصف ذلك؟

لقد وصف بعضهم كلياتنا بأنها مجرد مرحلة ثانية من الدراسة الثانوية… فكيف إذا كانت الثانوية أيضا مهترئة؟

إن وجود بعض الطلبة أو الأساتذه الجيدين عندنا مرده إليهم كأفراد وحرصهم على التعلم وإجهاد أنفسهم في سبيل ذلك، أما مؤسساتنا الجامعية فهي في الحضيض في كل شيء للأسف.. تلك شهادة لا أستطيع أن أنكرها وذلك واقع لا أستطيع تزويره.. كما أن تشخيص الخطأ ربما يكون أول خطوات الحل إذا كان الهدف من الجامعات أكبر من إعطاء الألقاب والكذب على بعضنا البعض!

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى