الرئيسيةالراي

رأي- تشاد … إلى أين …. ؟؟؟

* كتب/ عطية الأوجلي،

بعد أن تأكدت وفاة الرئيس إدريس ديبي تكون تشاد قد دخلت وبشكل علني وصريح مرحلة خطيرة أخرى من مراحل تاريخها المضطرب، وصراعاتها الدامية التي بدأت منذ أيام حكم رئيسها الأول فرنسوا تولمباي الذي تم اغتياله عام 1975… واستمرت حتى حكم الرئيس ديبي… وشهدت البلاد خلالها صراعات محلية وإقليمية ودولية حادة ودامية.

واليوم وبعد الوفاة الغامضة لرئيس الدولة الذي أصر على دخول الانتخابات للفوز بولاية سادسة وأعلن فوزه فيها بالأمس، تواجه البلاد عددا من التحديات الكبيرة لعل أهمها هي حسم مسألة الخلافة في الحكم وتقسيم السلطات بين الورثة وهو أمر ليس بالهين،،

فمن العسير أن يتم نقل السلطة من فرد حكم البلاد وبشكل مطلق لمدة تزيد عن ثلاثين عاما.. بشكل سلس خصوصا في غياب وريث واضح ومتفق عليه، وفي غياب التقاليد والأعراف الديمقراطية.

وكذلك مسألة التعامل مع التمرد المسلح وما يقتضيه من حشد للقوى، ولتكلفته العالية بشريا وماديا… ناهيك عن الفساد المستشري في البلاد وتبدد الآمال في استثمار عائدات النفط في تنمية البلاد.

ما زال من المبكر الحكم على الأوضاع هناك…

فهل ما حدث هو مجرد انفجار لصراع داخلي مكتوم بين رجل مريض ومتشبث بالسلطة وبين المحيطين به؟

أم هي ترتيبات فرنسية للبيت التشادي…؟

أم هو امتداد لصراعات الدول الكبرى ووكلائها المحليين…؟

مهما يكن الأمر… نتابع وبقلق ما يجري هناك؛ لأن نتائجه سيكون لها انعكاسات هنا..

ولأننا نتمنى كل الخير للشعب التشادي نأمل أن تصل القوى المتصارعة إلى حل يجنب بلادهم المزيد من الكوارث ويمكنها من أن تبدأ مشوارها الطويل نحو التنمية والتعمير.

_____________________

** قام الجيش عقب الاعلان عن وفاة الرئيس بحل البرلمان وتشكيل مجلس حكم انتقالي برئاسة محمد ادريس ديبي ابن الزعيم الراحل البالغ من العمر 37 عاما، والذي كان والده قد رقاه إلى رتبة إلى رتبة جنرال بأربعة نجوم وهو في الثلاثين من عمره، وعينه قائدا للحرس الجمهوري. وقد وعد الجيش بإجراء انتخابات وتسليم السلطة للشعب عقب انتهاء المرحلة الانتقالية والتي قدرها بثمانية عشر… شهرا ..!!

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى