اخبارالرئيسيةعيون

بزنس إنسايدر: ما علاقة هانتر نجل بايدن بأموال ليبية مجمدة؟

عربي 21-

نشر موقع “بزنس إنسايدر” تقريرا أعده ماتثياس شوارتز قال فيه إن رسالتين إلكترونيتين تكشفان عن طلب “هانتر” نجل الرئيس “جو بايدن” مليوني دولار كـ “رسوم نجاح” للمساعدة على رفع الحظر عن الأرصدة الليبية المجمدة.

وجاء في التقرير أن رسالتين إلكترونيتين غير منشورتين أرسلتهما جهات اتصال تجارية مع “هانتر بايدن” وتظهر أن نجل الرئيس طلب عربونا سنويا بمليوني دولار للمساعدة في استرداد الأموال الليبية التي جمدتها إدارة باراك أوباما.

وحصل الموقع على الرسالتين كجزء من تحقيق لا علاقة له بليبيا ولا علاقة لهما بالرسائل المثيرة للجدل التي سربت من جهاز كمبيوتره الخاص والتي يقول أنصاره إنه تم نشرها كجزء من حملة تضليل إعلامي.

وفي الوقت الذي تظهر فيه الرسالتان أن الصفقة لم تتم إلا أنها تكشف عن الطريقة التي تعمل فيها جماعات التأثير ودوائرها في بيلتوي- واشنطن، والرصيد الذي وضعه الباحثون عن التأثير على “هانتر” وبخاصة علاقته مع والده الذي كان نائبا للرئيس في ذلك الوقت.

وجاءت الرسالة الأولى، المؤرخة في 28 يناير 2015 وأرسلها سام جوهري، المتبرع للحزب الديمقراطي وله مصالح تجارية في منطقة الخليج والذي كان يساعد في قيادة مشروع ليبيا وموجهة إلى الشيخ محمد رباني، المتبرع الآخر لحملة أوباما والمرتبط بالمقترح. وكان جوهري صريحا في الرسالة حول ما يمكن لبايدن أن يجلبه لطاولة المفاوضات وماذا يتوقع منه.

وجاء في الرسالة: “بناء على مكالمة هاتفية التقيت مع ابن الرجل الثاني، ويريد عربونا سنويا دولارين كرسوم نجاح. ويريد الاستعانة بجماعته ولم يقرر والده بعد الترشح أم لا” و”الجانب الإيجابي هو أنه مدير برنامج الغذاء العالمي في الأمم المتحدة، وابن الرجل الثاني الذي يشرف على ملف ليبيا، وله منفذ على الخارجية والخزانة وشريك تجاري لنجل وزير الخارجية جون فوربس كيري ولأنه يسافر مع والده فله اتصالات في كل مكان في أوروبا وآسيا، حيث تم تجميد أموال معمر القذافي وهيئة الاستثمار الليبية. ويقول إن لديه صلات مع جمهورية الصين الشعبية ويمكنه المساعدة”، “أما سلبياته فهو مدمن على الكحول والمخدرات وطرد من الجيش الأمريكي لتعاطيه الكوكايين، ويلاحق بنات الهوى وبحاجة للمال- عنده مشكلة سيولة وأمور مزعجة أخرى. ويمكننا اللقاء في غستراد (سويسرا) أو لندن”.

ويعلق الموقع أن تقييم المرسل لنجل “بايدن” صحيح إلا في تسريحه من الجيش، لأنه سرح من احتياطي البحرية الأمريكية، ولم يتم التأكد من أن الفحص الإيجابي للمخدرات كان سبب تسريحه. ولكن الجوانب “الإيجابية” تعكس ما يمكن أن يقدمه للمشروع، فموقع بايدن في الأمم المتحدة يعطيه الفرصة للقاء رؤساء الدول.

وفي مذكراته ذكر بايدن أنه جلس مع الملك عبد الله الثاني. وكتب “السبب الوحيد الذي دفع الملك لمقابلتي هو احترامه لوالدي.

وأعتقد أنه يمكنك أن ترد هذا للمحسوبية بأي طريقة ممكنة”. كما أن عرض بايدن المساعدة في الصين وعلى أعلى المستويات يعطي فكرة عما يمكن أن يقدمه. فقد كانت الصين التي كانت تعمل على تعزيز وضعها في أفريقيا مصدر إحباط للحكومة الليبية الجديدة التي كانت تحاول تحرير 15 مليار دولار من الأصول المالية التي جمدتها إدارة أوباما أثناء نظام القذافي.

وفي عام 2013 وبحسب “نيويورك تايمز” سافر “هانتر” مع والده في زيارة رسمية إلى بيجين، حيث رتب لقاء عابرا لشريك تجاري له مع نائب الرئيس في بهو الفندق الذي نزل فيه الوفد الأمريكي. وكانت هذه العلاقة تستحق الثمن الذي طلبه هانتر. وقال شخصان على علاقة مع المفاوضات إن “دولارين عربون سنوي” تعني مليوني دولار.

وقال أحدهما: “ما أتذكره هو أن أي شيء يتعلق بهانتر يبدأ بمليوني دولار”. وكان من المتوقع أن يحصل جوهري وشريكه على نسبة 5% مما يمكن تحريره من الأموال المجمدة، وهذا يعني مئات الملايين من الدولارات. ولا يعرف كيف كانت “رسوم النجاح” لهانتر بايدن ستقارن مع هذه المبالغ.

أما الرسالة الثانية فتعود إلى 26 فبراير 2016 وتظهر أن المحادثات مع بايدن استمرت للعام التالي. وتلقى فيها جوهري ورباني تقريرا من جون ساندويج، المحامي في واشنطن والذي عمل قائما بأعمال مديرية الهجرة والجمارك في إدارة أوباما. واتصل “ساندويج” مع فريق بايدن حول الصفقة الليبية: “تحدثت مع فريق هانتر بايدن يوم أمس، وهم مهتمون في المشروع ولكنهم أكدوا أن مشاركتهم تعتمد على الفريق الذي سيشترك، من المحامين وجماعات اللوبي والعلاقات العامة ويجب أن يكون صغيرا ويعرفونه بشكل جيد. ولا يريدون مشاركة فريق كبير ولا يريدون أشخاصا على علاقة قريبة معهم نظرا للحساسية التي ترتبط بمشاركتهم”.

وأكد ساندويج الذي كان يعمل في شركة قانونية اسمها “فرونتير سوليشنز” أنه كان هناك اتصال مع مقربين من بايدن بشأن المشروع “وأشاروا إلى إمكانية النظر فيه وقمت بنقل الرسالة” و”انتهى الأمر بجوهري للاستعانة بشركة قانونية أخرى”.

ولم يرد لا جوهري أو محامي “هانتر بايدن” على أسئلة الموقع للتعليق. ورفض البيت الأبيض تقديم تصريح. وقال مارتن اورباخ محامي رباني إن موكله “لا يتذكر أنه شاهد الرسالتين بشكل متزامن” و”يعرف ومتأكد أنه لم يتحدث ولا يتذكر أنه تحدث مع هانتر بايدن”.

وفي الماضي أكد كل من جوي وهانتر بايدن على أنهما لم يناقشا عملاء بايدن الشاب ولا توجد أدلة عن استخدام هانتر بايدن العلاقة مع والده لتقديم شيء ملموس لزبائنه.

ولكن ما تقدمه الرسالتان هي نظرة عن الطريقة التي يعمل فيها التأثير بواشنطن. وكان جوهري ورباني من متبرعي الطبقة الثانية الذين تبرعوا بسخاء لحضور مناسبات حملة أوباما- بايدن، حيث التقطت صور لجوهري مع بايدن وأوباما. وحتى لو لم يكن هانتر بايدن قادرا على تقديم المنفذ المباشر لوالده، لكنهما كانا يعرفان أن مجرد ذكر اسمه سيساعد في الحصول على دعم المسؤولين المؤثرين والمستثمرين.

وعندما يتعلق الأمر بفتح الأبواب المغلقة في واشنطن فوهم أن يكون لديك منفذ في واشنطن مثل من يملك العملة الصعبة.

كما تقدم الرسالتان صورة عن طريقة تفكير الباحثين في المنطقة المعروفة ببيلتوي- واشنطن حيث تعمل الحكومة، فقد كان كل من جوهري وساندويج يعتقدان أن إمكانية دخول هانتر بايدن مشروع ليبيا مضمونة. وفي نفس الوقت يتحدثان عن “السرية” و”الحساسية” من ناحية دخول بايدن في المشروع بشكل يؤثر على حظوظ والده في الوصول إلى البيت الأبيض.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى