اجتماعيالرئيسيةالراي

رأي- منطق اللامنطق

* كتب/ يوسف أبوراوي،

اكتشفت وأنا أعلق على بعض الأصدقاء أننا في ليبيا لنا منطقنا وفلسفتنا الخاصة جدا، والتي يمكن أن تكون مساهمة جبارة تليق بهذا العصر، فهي تتجاوز كل أطروحات ما بعد الحداثة، وما بعد بعد الحداثة، بل إنها تتفوق على أي خيال كل كتاب قصص الخيال العلمي، فقط انظر إلى هذه الإجابات وتمعن في كمية المنطق والإقناع المختزن داخلها:

– أحد المواطنين يحتج على تأخر الموظف الذي يمتلك ختم لا تتم المعاملة إلا به، فتكون الإجابة (مزال ما جاش راجيه شوي انت عليش مستعجل).

– مواطن يحتج على بداية العام الدراسي وعدم توفر الكتب للطلاب فتكون الإجابة (تغير شن بيديرو بيهن الكتابات، تره قولي اللي حصلوا كتابات في السنوات السابقة شن استفادوا منهن).

الإجابات فيها كثير من الحقيقة والصحة المنسجمة جدا مع واقعنا، سنكتشف في النهاية أن هذه الأسئلة هي الغريبة على هذه البيئة وتركيبتها المختلفة، فمنطقنا شديد السيولة، لا يفترض وجود أي ثوابت أو نقاط ارتكاز، هو منطق اللاعقل، واللامنطق، وهو لا يفترض اي عمليات متسلسلة او منظمة، بل كل الأفعال تتم داخل إطار من اللا يقين واللا هدف واللا قانون، ونحن جديرون به جدا وهو جدير بنا، ينقصنا فقط نفي أو قتل هؤلاء الذين يحاولون تكدير صفو منطقنا؛ لكي لا يزعجونا بمثل هذه الأسئلة الغبية، لينعم البقية بالعيش الهنيء في هذا المستنقع بدون أي منغصات.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى